أدى اختفاء الطائرة الماليزية رحلة رقم 370 من طراز البوينغ 777-200 المفاجئ فجر السبت 8 فبراير 2014م من الأجواء دون أي مقدمات، وبعد مرور 40 دقيقة من إقلاعها من مطار كوالالمبور بماليزيا متجهة إلى بكين العاصمة الصينية إلى دهشة العالم أجمع، اختفت الطائرة المفقودة وعلى متنها 239 شخصاً بينهم 227 مسافراً غالبيتهم من الصينيين، إضافة لطاقمي القيادة والضيافة دون أسباب فنية أو أمنية معلومة، وحتى دون إصدار أي إشارة استغاثة مما أدى إلى توجس الكثيرين من الحالة الراهنة لأمن الطيران بسبب ذلك الاختفاء الغامض الذي حيّر الكثيرين من المتخصصين، كما أدى إلى انطلاق إحدى كبريات حملات البحث البحري- الجوي- الفضائي عن الطائرة، تشارك فيها 40 سفينة بحرية تابعة لعشرة دول متعاونة و34 طائرة و10 أقمار صناعية عسكرية صينية، ومع ذلك لم يعثر حتى كتابة هذه الأسطر على أي دليل عن مصير الطائرة، لاسيما عدم وجود أي حطام، ولم يعثر على أي بث إلكتروني لتحديد موقع الصندوق الأسود على افتراض تحطم الطائرة المفقودة. والأكيد أن حادثة اختفاء الطائرة الماليزية بهذا الغموض تكاد تكون سابقة في عالم حوادث الطيران المدني منذ نشأته وحتى الآن. الفرضيات لما حصل للطائرة المفقودة كثيرة، بعضها أقرب للواقعية من بعض، من بينها: العمل الإرهابي، أي تعرض الطائرة لهجوم بسلاح فتاك وربما جديد.. اختطاف بعد قيام أحدٌ ما بإيقاف أجهزة التواصل مع الطائرة عن العمل.. الاختفاء الخارق للعادة إلى عوالم أخرى، كما هي قصص اختفاء الطائرات في مثلث برمودا الواقع جنوب شرق ولاية فلوريدا الأمريكية.. القرصنة الجوية.. أهداف سياسية نفّذها الموساد الإسرائيلي لضرب إيران لوجود الإيرانيين بالهويات المزورة، وهو احتمال شبيه بالترهات، فالكل أصبح يعلم أن "لا أمريكا ولا إسرائيل" تريد ضرب إيران، بل التحالف معها. بعض الجهات الإعلامية الغربية حاولت التشكيك في طاقم القيادة الماليزي، والحديث عن النزعات الانتحارية لدى الطيار ومساعد الطيار، تماماً كما فعلت بتحميل مساعد الطيار المصري جميل البطاطي في حادثة مصر للطيران رحلة رقم 999 في أكتوبر 1999م، للطائرة بوينغ 767-300 بعد مغادرتها مطار نيويورك في طريقها للقاهرة، وذهب ضحيتها 217 شخصاً، والتي من شبه الثابت أنها تعرضت لهجوم بسلاح صاروخي حسب شهادة المئات من الشهود الذين رأوا ذلك وشهدوا به. الطيار الماليزي زاهري أحمد شاة ذو سمعة مهنية متميزة لدرجة أنه يعتبر الأب الروحي لكثير من الطيارين الماليزيين خصوصاً المتدربين على طائرة بوينغ 777 التي يعرفها عن ظهر قلب، لدرجة أنه قد بنى في بيته الخاص وبقدراته الذاتية جهاز تشبيه للطائرة بوينغ 777، أما مساعد الطيار فاروق عبدالحميد فقد طعنوا في "تركيزه" على العمل أثناء الطيران من خلال زعم امرأة استرالية بمحاولته مغازلتها أثناء رحلة سابقة. أما احتمال كون اختفاء الطائرة الماليزية عملية إرهابية، فهو وإن لم يكن مستبعداً 100% إلا أنه أقل وأدنى الاحتمالات في هذه الحالة، فلم تتقدم أي جهة بتبني العملية رغم مرور أسبوع كامل عليها، ولا مطالب مالية أو سياسية ارتبطت باختفاء الطائرة بأي شكل من الأشكال، كما أن طاقم الملاحة لم يرسل بإشارات استغاثة، ولم يتم الحصول على أي شيء له علاقة بحطام الطائرة. وتبقى الاحتمالات كثيرة كما أسلفنا، ومستبعد جداً الاختفاء إلى عوالم أخرى في كون الله الفسيح -كما حدث ويحدث عند مثلث برمودا- الثابت اختفاء الطائرات والسفن فيه بشكل مؤكد، فالمنطقة التي اختفت فيها الطائرة الماليزية بعيدة جداً عن مثلث برمودا، ولم يثبت سابقاً اختفاء الطائرات فيها. أحد الاحتمالات هو القرصنة الجوية، بمعنى قيام جهة إجرامية عالمية باختطاف الطائرة بعد ترتيبات حاذقة جداً، وترتيبات قطع التواصل بينها وبين الجهات المتابعة للرحلة بشكل ناعم دون لفت الأنظار، بهدف بيعها لاحقا كقطع غيار في السوق السوداء العالمية للطائرات، فطائرات البوينغ 777 حديثة نسبياً، وقطع غيارها نادرة وتكلف الطائرة منها زهاء الـ300 مليون دولار أمريكي للوحدة الواحدة، أما كقطع غيار فتكلف أكثر من ذلك بكثير، كما هو الحال في قطع غيار السيارات مثلاً، وهذا قد يستلزم قيام المختطفين بتصفية كل من على متن الطائرة من المسافرين وطاقمي القيادة والضيافة جسدياً، طمعاً في الحصول على مئات الملايين من الدولارات. وهذا عمل لو صح فعلاً فإنه يشكل جريمة ضد الإنسانية والأمن والسلم العالمي، ويستلزم وقفة عالمية لوأده في مهده. فهل وصل الحال بالبشرية للعيش في عالم مظلم انحدر لتلك الدركات من الإجرام، الله أسأل أن لا يكون ذلك السيناريو صحيحاً. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (42) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :