أثارت سرعة اجتياح ثوار العشائر العراقية لقوات المالكي الطائفية ودحرها في مواقع كثيرة في الآونة الأخيرة مخاوف كثير من الدول كلًا من منطلقاته الخاصة، لاسيما بعد إعلان حركة داعش المتطرفة لإعادة ما زعمته الخلافة الإسلامية في أول أيام رمضان المبارك 1435 هـ، وعلى رأس قائمة الدول التي استشعرت خطرًا عظيمًا عليها من ثورة أهل السنة بالعراق على خطة الضيم الطائفية والإذلال والتهميش الذي تعرضوا له من بعد الغزو الأمريكي للعراق في مارس 2003م وحتى الآن هي إيران الصفوية. فعودة أهل السنة للواجهة من جديد بالعراق يعني موت مشروع التشيع السياسي الصفوي الإيراني في المنطقة. من هذه المنطلقات هرعت بعض الدول الإقليمية والعالمية لنصرة المالكي بتقديم السلاح النوعي لحكومته الطائفية فالولايات المتحدة الأمريكية زوّدته بالطائرات الموجهة (من غير طيار) من نوع "المفترس" مزودة بصواريخ "هيل فاير" أو نيران الجحيم، وروسيا باعت لحكومة المالكي طائرات سوخوي-25 المقاتلة، أما إيران فتحركت لمجابهة الخطر بإدخال طائرات سوخوي العراقية التي استولت عليها سابقًا بقيادة طيارين إيرانيين، فكما هو معلوم فإن الطيارين الحربيين من بقي منهم حيًا لم يمارس التدريب على الطيران من 11 سنة، ناهيك عن أن كثيرا منهم من سنة العراق فلا يثق بهم أحد لقتل ثوار العشائر السنة. ويؤكد محللون من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن، أن الطائرات التي تسلمها المالكي مع بداية يوليو الجاري لمواجهة ثوار العشائر السنية هي بالفعل مقاتلات إيرانية المصدر (روسية الصنع)، وأضاف المحللون أن هذا يكشف التعاون الوثيق والتنسيق شبه المعلن بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران في هذه الأزمة. وكانت الولايات المتحدة -كما أشرنا سابقًا- قد نشرت طائرات بلا طيار في العراق، ومن بين مهامها أدوار قتالية وأخرى استخباراتية تجمع من خلالها المعلومات الاستخباراتية عن الثوار وتزود بها حكومة المالكي الطائفية، كما تزود واشنطن القوات العراقية بصواريخ هيلفاير. وأكد "جوزيف دمبسي" أحد المحللين من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في تصريح لـ"بي بي سي" أنه يعتقد وبعد دراسة الصور التي نشرتها وزارة الدفاع التابعة للمالكي عن الطائرات أن بعض الطائرات من نوع سوخوي المقاتلة الموجودة بالعراق هي فعلًا إيرانية. ومن المعلوم أن الحرس الثوري الإيراني يمتلك عددًا من طائرات سوخوي التي كانت يومًا تابعة للجيش العراقي أرسلت إلى إيران خلال حرب الخليج الأولى. ثم قامت إيران لاحقًا "بالاحتفاظ" بتلك الطائرات وألحقتها بقواتها الجوية. وقد نفذت قوات المالكي العديد من الهجمات على المناطق المدنية السنية فقتلت وجرحت المدنيين السنة دون ذنب اللهم إلا التشفي الطائفي، ومثال ذلك ما قامت به الأربعاء الماضي من قصف عشوائي انتقامي على مناطق تابعة لقضاء الشرقاط بمحافظة صلاح الدين فأسفر عن مقتل وإصابة 40 شخصًا. ونقلت وكالة يقين أن مستشفى الشرقاط استقبل فجر اليوم الأربعاء 18 جثة ومثلهم جرحى، سقطوا بقصف نفذته طائرة تابعة لقوات المالكي وسط القضاء الواقع شرق مدينة تكريت مسقط رأس صدام حسين، ثمانية منهم من أسرة واحدة. جزى الله النائبات عني كل خير عرفتني صديقي من عدوي فهل بقي للطائفيين في العراق وإيران وغيرهما من دول وأحزاب وحركات طائفية من أعذار متهافتة يتوارون خلفها بعد ظهور مشروعهم الطائفي للعيان، وعدم تورعهم عن سفك الدم المسلم الحرام على الهوية. اللهم احفظ بلاد الحرمين الشريفين وسائر بلاد المسلمين من كل سوء، خصوصًا ممن يفسدون في الأرض وهم يدعون الإصلاح. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (42) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :