* يعدّ التدوير الوظيفي أحد الأساليب الإدارية الحديثة، التي تطبقها الدول المتقدّمة بغية تحسين الأداء وتطوير الأعمال لأن بقاء الموظف والإداري المسؤول على وجه الخصوص في منصبه لفترة طويلة من الزمن هو من العوامل، التي تؤدي إلى الملل وتكرار الأعمال وضعف الابتكار أو الإبداع في حين أن التكليف بمسؤولية أخرى هو من قبيل التحدّي والإبداع فضلًًا عن تقديم الفرص لإصلاح أي خلل أو إعادة تنظيم يمكن أن يلعب دورًًا مهما في النهوض بمستوى الأداء وتحسين الخدمة كمخرج يهم الجمهور وهو ما تتوخاه السلطة الإدارية في أعلى الهرم .. * ولقد سعدنا هذا الأسبوع بتغيرين مهمين لمسؤولين على درجة كبيرة من الأهمية، أما الأول فهو صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، الذي انتهت فترة مهامه كأمير لمنطقة مكة المكرمة، وتّم تكليفه بمهام وزير التربية والتعليم، والحق يقال إن الأمير خالد الفيصل قد ترك بصمات واضحة جليّة في منطقتنا العامرة منطقة مكة المكرمة أثمرت العديد من المخرجات الإيجابية في جوانب المشروعات الإنمائية والتنظيمية والخدمية وكل منصف يلاحظ بوادر انفراجات في منطقتنا كنا ننتظرها لزمن.. وللأمانة فإن مجلس الأمير في جدة، الذي يدعو إليه نفرا من المثقفين والأكاديميين يشهد لقاءات تحليلية توضيحية رأيت فيها – شخصيًًا – درجة عالية من الشفافية.. وفرصًًا كبيرة يمنحها الأمير للحاضرين، ويستمع ويتقبل انتقاداتهم بصدر رحب وفكرٍ متطوّر.. وكثيرًًا ما تتمخض تلك المجالس عن لجان مصغّرة هي بمثابة أدوات عون ومشورة للأمير، وهو ما تبتغيه المناطق ورجالاتها من المخلصين.. * أما تسنّم سمو الأمير خالد الفيصل زمام التربية والتعليم فهو تحد كبير لرجل التحديات الذي كسب الرهان في عسير ثم منطقة مكة وهو رجل الشباب وداعمهم في كل حقل ودرب، وسوف نستشرف معه نقلات متسارعة في شأن موضوع حيوي يتصل بمخرجات الجيل، فالتعليم عماد البناء والتغيير الايجابي ونهضة الأمم ويتطلب جرأة وسرعة في تطوير المناهج والمقررات بما يواكب العملية التعليمية في العالم بعيدًًا عن التلقين والمحاكاة والاحتكام للاختبارات وبحثًًا عن وسائل التفكير خارج الصندوق لنقل هذا النظام إلى مصاف الدول المتقدّمة لتسهم مخرجاتنا التعليمية في تنمية التنظيمات الإدارية.. وخلق الإبداع والابتكار فيها. * ثم بيئة التعليم والمعلم وهيبته ورفع القدرات والإمكانات وتحسين أوضاع المعلمين وهي تراكمات متوارثة تحتاج إلى مهارات مختلفة في عمليات التطوير التعليمي المرتقب.. وأخيرًًا مناخ ومواقع ومقار المدارس، التي تكمل مثلث الإصلاح الشامل للنظام التعليمي الجديد، فالله ندعو للفيصل أن يوفقه في هذه المهمة غير الاعتيادية. * أما الأمير الشاب مشعل بن عبدالله فإني أذكر منذ سنوات وقد دعيت لإلقاء محاضرة في برنامج للتدريب عن طريق جامعة نجران أنها كانت فرصة طيبة لزيارة المنطقة والتعرّف على أهلها ومناخها وثقافتها ومثقفيها وهم بحق يرحبون بالضيوف بشكل مختلف.. ولقد لمست حينها فرحة المنطقة بأميرها الشاب مشعل فقد كانوا يتحدّثون عنه بشيء من الغبطة والإعجاب ويحكون لي مواقفه مع الناس وحرصه على الاختلاط بهم وزياراتهم، وكذلك تشجيعه للتغيير والتطوير بشكل أذهل المتابعين.. ففيه الكثير من المناقب القيادية من خلق رفيع وفكر متقدّ، ولقد تمكن من احتواء الملف الحدودي والتركيز على التنمية ويسجل له الاهتمام بالشباب والحضور الثقافي للمنطقة في عهده لذلك خطت سريعًًا خطوات تحسدها عليها الكثير من المناطق المشابهة، وحدث أن زارت زوجتي الدكتورة دانية آل غالب المنطقة بدعوة من الغرفة التجارية وجمعية الإدارة، وقد سمعت منها نفس الانطباعات عند النساء هناك إذ كن يتكلّمن بنفس الحماس والغبطة والإعجاب بفكر وإدارة وتواضع وقيادة الأمير مشعل بن عبدالله ويرددن أن المنطقة محظوظة بوجود هذا الأمير وهي قد خطت وما تزال نحو التقدّم والتطور في سنوات معدودة لم يتوقعها لا رجالاتها ولا نساؤها.. إنها التوليفة العجيبة التي تجعل من أمير شاب راهن تعيينه بعد نظر مليكنا المفدّى عبدالله حفظه الله ورعاه فقد أثلج صدور أهل المنطقة ونال إعجابهم وتقديرهم.. بل إنه كان يسعى بكل ما أوتي من صلات شخصية واتصالات إدارية وإمكانات شخصية في الإصلاح بين المتخاصمين ولمّ شمل المختلفين وهي ميزة لا تؤتى إلا إلى حصيف ذو فكر ثاقب وبعد نظر. * تلك السمعة التي سبقت الأمير الشاب مشعل بن عبدالله تجعلنا نثق بأن منطقتنا العامرة منطقة مكة بما تزخر به من مشروعات كبيرة وقامات ثقافية كبرى ومدن لها سمعتها ومكانتها عالميًًا وإسلاميا وما تستقبله كل عام من ضيوف يعطينا الثقة والأمل في أننا بخير فهو خير خلف لخير سلف وسوف نستشرف معه – وكلنا ثقة – المزيد من الانضباط لمواعيد المشروعات وتسريع عجلة تسليمها وتطوير الخدمات وفك الاختناقات المرورية التي نُعاني منها (والتفكير في الميترو ).. حتى نستكمل في جدة ومكة طموحات أهلها وتطلعاتهم لمشروعاتها وكلها تحديات كبيرة جدًًا، لكن ما توفر لدينا من سمعة طيبة عن الأمير الشاب مشعل يجعلنا نستبشر خيرًًا، ونثق بأننا سوف نجني ثمار التغيير فلكل دور وهدف وفكر يكمل بعضه بعضًًا في تنظيمنا الإداري. alshaden@live.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (45) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :