التحوُّل الرقمي، أو ما يُسمِّيه البعض بالرقمنة، والتي تعني التحوُّل من الأساليب التقليدية المعهود بها إلى نُظم الحِفظ الإلكترونية، هذا التحوَّل يتطلب التعرُّف على كافة الطرق والأساليب القائمة، واختيار ما يتناسب منها مع البيئة الطالبة لهذا التحوُّل، وقد يقود هذا التحوّل الفئات المستفيدة، وذلك من خلال حرصهم على تجربة مجالات جديدة، والحصول على خدمات مخصصة لهم بشكل أسرع وأكثر استقرارًا. أوضح أحد المختصين في مجال التحوُّل الرقمي، والمشاركين في المؤتمر العالمي للاتصالات المتنقلة 2016، والذي يُعقد في مدينة برشلونة، أن التحوُّل الرقمي في المملكة سيسهم في تحقيق زيادة كبيرة للناتج المحلي للمملكة، وسيساهم في توفير ستة ملايين فرصة عمل، ويرفع متوسط دخل الأسرة، كما أشار إلى أن (الرقمنة) من شأنها أن تُعزِّز خطط المملكة الرامية إلى تنمية الاقتصاد غير النفطي في البلاد عبر استثمارات تُقدَّر قيمتها بأربعة تريليونات دولار حتى عام 2030. وقد عملت وزارة الداخلية على مواكبة هذا التحوُّل الرقمي، فقامت مؤخرًا بتنظيم ملتقى (أبشر) الثاني للتعاملات الإلكترونية، والذي يساهم في فتح قنوات التبادل والتواصل بين جميع الجهات المختلفة، والمتصلة بالوزارة، ممّا يساهم في تحقيق المشاركة المعرفية، وتبادل المعلومات والخبرات، ممّا يساهم في إحداث نقلة نوعية لمواكبة تطوّر التحدّيات الأمنية، ويُسهِّل على المواطنين الاستفادة من الخدمات التي تُقدِّمها الوزارة. نحن مُقدمون وبسرعة إلى تغييرات واضحة في مجتمعنا، يقودها قطاع الاتصالات والتقنية، ويُرجّح المختصون أن تشهد حقبة إنترنت الأشياء ترابط 50 مليار جهاز بحلول عام 2030 عبر شبكات اتصالات متنقلة عريضة النطاق، وفائقة السرعة من الجيل الخامس، بدءًا من السيارات العاملة من دون سائق، وحتى مؤسسات الواقع الافتراضي الحكومية. وعلى الرغم من أن التحوُّل الرقمي اليوم أصبح أمرًا حتميًّا، إلاّ أننا نجد أن بعض الجهات الحكومية، والخاصة لازالت حتى اليوم تُمارس أعمالها بنفس الطرق التقليدية القديمة، وتتواصل مع جمهورها من خلال الرسائل البريدية أو الفاكس، أو غيرها من الأساليب القديمة، والتي لم تعد مستخدمة اليوم، بل إن بعض تلك الجهات لا تعمل على تحديث موقعها الإلكتروني -إن وُجد- ولا يوجد لديها أيّ حسابات على وسائل التواصل الاجتماعية. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :