بل العبرة بخواتيم الفكرة!! | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 3/3/2016
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

الفِكْرَةُ هي مَادةُ الكِتَابَةِ، وأَيُّ كَاتِبٍ لَا يَحْمِلُ أفكَارًا، سيَكونُ مُصَابًا بفَقرِ الحِبرِ، وشُحِّ المَقَالاتِ، ولَنْ أَقولَ إنَّ الفِكْرَةَ تُشبهُ السَّمَكَةَ التي يَصيدُهَا الصيَّادُ، ولَكنْ سأَزعُمُ أنَّ الفِكْرَةَ هي الكُرَةُ، التي يَرغبُ كُلُّ لَاعبٍ في تَسديدِهَا، لذَلكَ دَعونَا نَتَعَامَل مَعَهَا عَلَى هَذِهِ الصُّورةِ..! هُنَاكَ مَن يُسدِّدُ الفِكْرَةَ في خَطِّ الـ18، وهُنَاكَ مَن يُسدِّدُهَا مِن دَاخلِ مَنطقةِ الجَزَاءِ، وهُنَاكَ مَن يُطوِّحُ بالكُرَةِ خَارجَ المَرْمَى، وكَأنَّهُ يَلعبُ مِن غَيرِ نِفسٍ، ليَكشفَ كُلُّ شَخصٍ مَدَى قُدرتِهِ عَلى التَّسديدِ، ومَهَارَاتِهِ في التَّعَامُلِ مَعَ الكُرَةِ -أَقصدُ الفِكْرَةَ- بشَكلٍ صَحيحٍ..! والفِكْرَةُ -مِن جِهةٍ أُخرَى- خَاضِعَةٌ لكُلِّ أنوَاعِ المُخَالَفَاتِ، فهُنَاكَ فِكْرَةٌ تَأتِي مُتسلِّلةً، عَن طَريقِ التَّسلُّلِ المَنطقيِّ، وهُنَاكَ فِكْرَةٌ سَليمةٌ تَأتِي مُتسلسلةً عَبرَ المَنهجِ العَقليِّ، وكُلُّ كَاتِبٍ يُحاولُ أَنْ يَخلطَ التَّسلُّلَ بالتَّسلسُلِ..! والفِكْرَةُ لَا تَتمتَّعُ دَائِمًا بليَاقةٍ عَاليةٍ، بَل هِي تَأخذُ رَاحَةً بَينَ فَترةٍ وأُخرَى، نَاهيكَ عَن استقرَارِهَا في غُرفةِ الاسترَاحةِ بَينَ الشَّوطَينِ.. كَمَا أنَّ الفِكْرَةَ أحيَانًا جَامِحَةٌ، وقَد تُجَابَهُ بالصَّدِّ والرَّفضِ، وقَدْ تَحصلُ عَلى بِطَاقةٍ حَمرَاءَ، لتَدخُلَ فِي عَالَمِ المَنْعِ والإيقَافِ..! أمَّا مِن حَيثُ خشُونَة الفِكْرَةِ ونعُومَتهَا، فَهِي بحَسبِ المُتعَامِلِ مَعهَا، فإنْ شِئتَ الخشُونَةَ فلَديكَ «الانبرَاشُ»، الذِي يَجزُّ الأقدَامَ والسِّيقَانَ، وإذَا أَردتَ النّعُومَةَ الخَشِنَةَ فلَديكَ الكتفُ القَانونيُّ، فَهُو يَحدُثُ تَحتَ عَينِ الرَّقيبِ الذِي يَرَاهُ ولَا يَرَاهُ..! والكَاتِبُ الذَّكيُّ مِثلُ المُدرِّبِ البَارعِ، الذي يُجيدُ قرَاءةَ المُبَارَاةِ، ويَحتفظُ بأفكَارٍ رَابِحَةٍ كَثيرةٍ عَلى دِكَّةِ الاحتيَاطِ، تَحسُّبًا للإصَابةِ، أو الإيقَافِ، أو الكُروتِ المُلوَّنَةِ..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقِيَ أَنَّ الكِتَابةَ سَاحةٌ بَيضاءُ، والمَلْعَبُ سَاحةٌ خَضرَاءُ، والفِكْرَةُ هِي الهَدَفُ، ومَتَى مَا وَلجتِ الفِكْرَةُ في شِبَاكِ القَارئِ، فاعلَمْ أنَّكَ سَجَّلتَ هَدفًا صَحيحًا، ومَتَى أَعرَضَ القَارئُ، أو صَدَّ الكُرَةَ «الفِكْرَةَ»، فاعلَمْ أنَّكَ تَحتاجُ إلَى قَلمٍ، يَعرفُ طَريقَ مَرْمَى القَارئِ، مِثْلَمَا كَانَ الكَابتنُ «ماجد عبدالله» يَعرفُ الطَّريقَ إلَى الشِّبَاكِ، رغمَ «الرّقَابَةِ اللَّصيقةِ»، وصَرَامةِ الحَكَمِ، وصَلَابةِ خطُوطِ الدِّفَاعِ..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :