درعمـة ! | د.أيمن بدر كريم

  • 8/22/2013
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

من الملاحظ انتشار استخدام هذا المصطلح في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) بشكل مُلفت للانتباه، ومن معانيه «المشي سريعا دون الالتفات والانتباه»، إلا أن معاني «الدرعمة التويترية» تتضمن سلوكيات التربّص بتغريدات الناس، والهجوم المباغت بطريقة مُسيئة، وأسلوبٍ أساسه سوء الفهم والأدب، و تعليقات انفعالية قد لاتنتمي لمضمون التغريدة، إضافة إلى شخصنة الموضوع، والمزايدة على أخلاق المُغرّد ووطنيته أو دينه، والحُكم عليه وتصنيفه، وقد يصل الأمر إلى السّباب والشتم أو حتى القذف، مُستغلاّ بعضهم أسماء مُستعارة، وحساباتٍ مجهولة. لا شك أن «تويتر» أعطى مساحة أوفر بكثير من «هامش الحُرية» التقليدية التي اعتاد عليها أفراد المُجتمعات العربية، وحفّز كثيرين على التعبير عن أفكارهم وآرائهم دون تقييد أو ضابط، وفتَح المجال واسعـًا لسلوكيات وتصرّفات خرجت إلى العلن، وتستحق دراسات متخصصة لتفسير أسبابها ورصد تداعياتها، فبعض الناس يرى أن «تويتر» أصبح «مُتنفسهم الوحيد، نتيجة الكبت المزمن، وتسيير حياتهم وفق تخطيط أهلهم ومجتمعهم»، وقال أحد المُـغرِّدين عن سلوكيات تويتر: «هذا هو المجتمع في لحظة تجرّد» !! ورأى آخر أن بعض الناس في تويتر «يفتقدون أبجديات التحاور، كقبول الآخر أيا كان عرقه وانتماؤه»، وقالت إحدى المُغرِّدات:»بعض الناس لديه مفهومٌ خاطئ عن الحرية، فيظن أنها صلاحية مُطلقة في التعبير، والصحيح أنها تقتضي احترام الآخر، وعدم التعرّض لشخصه». وفي السياق نفسه، رأت إحدى المُغرِّدات أن «تويتر يكشف عن تربية الأهل والبيئة الاجتماعية، وبعض التغريدات تظهر فشل تلك التربية». وامتدحَت إحدى المُغرِّدات موقع «تويتر» لإسهامه في «تبادل الآراء، ونشر حسابات مفيدة متنوّعة، واختصاره التعليق على 140 حرفا عوضا عن مقال كامل»، كما وصف أحد المغردين «تويتر بـ «ثقافه شارع، لا يملك أحدهم إلا التعايش معها وإعادة تدويرها، كفنّان يصنع تُحَفا من خامات بيئـية». في رأيي، أن «تويتر» كشف كثيراً من الأفكار النيّرة والمُنحرفة، والسلوكيات الفردية الحسنة والشاذة، وأنواع التواصل الشخصي، وأسهم في تنمية المعارف وتطوير الأفكار، وكرّس مفهوم الحرّية المنضبطة وغير المنضبطة، وهو سوق مفتوحة، تموجُ بمكاسب وخسائر، يتتبع فيه التـجّار مواطن الكسب، ويحاولون تجنّب مواقع الخسارة، كلٌ حسْب رؤيته وقناعاته الشخصية، فضلا عن خيارات أخرى، تتضمن - بمنتهى البساطة - الضغط على زر «بلوك» !!. abkrayem@gmail.com abkrayem@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (92) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :