جيلان يناقشان شجن الأثير في ندوة الثقافة والعلوم

  • 3/16/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قبل 51 عاماً كان المستمعون على موعد من الصوت الشجي حصة العسيلي، صادحة بأجمل عباراتها، معلنة عن مولد أول إعلامية إماراتية من خلال تقديمها برنامجها على إذاعة صوت الساحل عام 1965، فتفتح بذلك المجال أمام الكثير من النساء اللائي حلمن بأن يمسكن بالميكروفون، فقد حولت العسيلي حلماً صعب المنال إلى واقع معاش وملموس. احتفاءً بيوم المرأة العالمي جمعت ندوة الثقافة والعلوم أول أمس بين الإعلامية الكبيرة حصة العسيلي والإعلامية الشابة أثير بن شكر، وأدار الحوار الشاعرة شيخة المطيري لتتحدثا عن تجربتيهما في الإعلام، ورؤيتهما للحراك الإعلامي. لقاء جمع بين طموح الشباب والخبرة في حوار اتسم بالعفوية والتلقائية والرجوع قليلاً إلى عبق الماضي الأصيل، وذكريات خالدة عبر الأثير. مسؤولية إعلامية أكدت العسيلي في حديثها أن خطواتها الثابتة في مجال الإعلام تعود إلى المجتمع الذي أعطاها القوة، وتحديداً الرجال الذين لاقت منهم الكثير من التشجيع في الوقت الذي كان ينظر لها النساء بشيء من الحذر، مشيرة إلى أن الإعلام مسؤولية كبيرة يجب أن يكون الشخص على قدرها؛ فهو النموذج الذي يمثل الإنسان على الأرض، فهناك ثوابت في الحياة والقيم لا نساوم عليها. ويجب ألا نتنازل عنها، منوهةً بأنه في الفترة الأخيرة اختلط الغث بالسمين، فأصبح هناك نوع من المجاهرة بالمظاهر والألفاظ الخارجة، إلا أنها في الوقت نفسه لديها إيمان بأن الإمارات ولادة للشخصيات المخلصة لعملها، والدليل على ذلك وجود وجوه إماراتية مشرفة على مختلف الإذاعات والمحطات التلفزيونية. محطات وإذاعات العسيلي بدأت مشوارها في إذاعة صوت الساحل، لتنتقل فيما بعد إلى تلفزيون الكويت في دبي عام 1969 وكانت المساحة الأكبر في حياتها الإعلامية أثناء عملها في تلفزيون أبوظبي، التي تعتبرها مرحلة من النضوج الإعلامي، وأضافت أن عملها في إذاعة صوت الساحل أضاف لها الكثير من الخبرات والتواصل مع الآخر، وأنها الآن فخورة بوجود جيل شاب يسير على الدرب نفسه في الإعلام. مشيرة إلى أنها عادت إلى الإذاعة من جديد بمحض المصادفة حينما حدثها الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك، وقتها بأنهم سيفتتحون إذاعة الأولى وبما أنها الأولى يرغبون في وجودها معهم، لتوافق وقتها على الفور. تاج الرؤوس ترى بن شكر أن المصداقية بالنسبة للمذيع التاج على رأسه، والثقافة والاطلاع هما سلاحه للاستمرار والتقدم، أما التكلف والتصنع والسطحية، فهي الأدوات التي ستغرق الإعلامي بلا شك، لأن المشاهد والمستمع اليوم أصبح على درجة كبيرة من الوعي، يستطيع بها التمييز بين الإعلامي المثقف والآخر الذي يلهث وراء الأضواء والشهرة. وتتذكر بن شكر أنها أثناء وجودها في عمان شاهدت فتاة إماراتية لها شهرتها على مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث عن علاقتها بأخيها التي تحكمها الضرب والإهانة ونصائحها التي توجها لجمهورها بضرورة شرب اللبن، ولكن المصيبة الأكبر حينما سمعتها تتمنى أن تكون سفيرة للإعلام، وقتها تمنت ألا تكون أم حصة العسيلي سمعت هذا الكلام الغريب من هذه الفتاة التي لا تعرف شيئاً عن لغة الإعلام. قلب المستمع تحدثت أثير بن شكر عن رأيها بوسائل التواصل الاجتماعي، فذكرت أنها لا تعتبرها منصة حقيقية لإبراز الموهبة، وأن على الإعلامي مسؤولية لا بد من مراعاتها خاصة. دخلت بن شكر جامعة زايد مصادفة، والتحقت بالإعلام، وحينما قررت ترك التلفزيون والالتحاق بالإذاعة، هناك من أخبرها بأنها وبهذا الانتقال سوف تحكم على نفسها بالفشل، وقتها أخبرته أنه طالما هناك سيارات تتحرك ستظل للإذاعة مكانتها في قلوب مستمعيها.

مشاركة :