تَجربة الإنسَان مَع المَرَض، تَجربة تَستَحق التَّأمُّل والتَّوقُّف، لأنَّ المَرَض -باختصَارٍ شَديد- هو كَرت أَصْفَر، يُشهره الجَسَد في وَجه صَاحب الجَسَد، وكَأنَّه يَقول: «رِفْقًا بِي.. رِفْقًا بِي»..! هُنَاك العَديد مِن النَّاس؛ سَجّلوا تَجاربهم وأفكَارهم ورُؤاهم، عِندَما دَخلوا في نوبةِ مَرَضٍ مَا، لَعلَّ مِنْهُم عَلى المُستوَى المَحلِّي، الدّكتورَة الرَّاقية «سامية العامودي»؛ في كِتَابهَا: «مُذكِّرات امرَأة سُعوديّة»، ومِن التَّجَارِب التي لَا يُمكن أَنْ يَنْسَاهَا المَرء، تَجربة البَاحث الأكَاديمي الأُستاذ «راندي بوتش»، حَيثُ كَتَب في كِتَاب: «المَحَاضرة الأخيرة»، آلَامه وأحلَامه، ومَتَاعبه ومَصَاعبه، حِين أَخبَرَه الأطبّاء بأنَّه مُصَاب بالسَّرَطَان، وأنَّه بَعد أَشهُر مَعدُودة، لَن يَكون مِن ضِمن الأحيَاء..! يَقول صَديقنا «راندي» في كَلامٍ مُؤثِّر: (يَرَى العَديد مِن مَرْضَى السَّرطَان، أنَّ إصَابتهم بهَذا المَرَض؛ تُتيح لَهم فُرصة للنَّظَر بعُمق، في قِيمة الحيَاة وتَقديرها، حتَّى أنَّ البَعض يَقولون: «إنَّهم مَدينون بالفَضْل لمَرَضهم»، أمَّا أنَا، فلَا أَحمل لمَرَضِي أي نوع مِن الجميل، عَلى الرّغم مِن أنَّني سَعيد لمَعرفتي بوفَاتي مُبكِّرًا، حَيثُ أُتيحت لِي الفُرْصَة، كَي أُؤهِّل أُسرتي للعَيش مِن دُوني في المُستقبَل، إلَى هَذا امتَلكتُ مِن الوَقت مَا يَكفي؛ للذِّهَاب إلَى جَامعة «كارنيجي ميلون»، وإلقَاء مُحاضرتي الأخيرَة. بعِبَارةٍ أُخرَى، لقَد مَكّنتني مَعرفتي بوفَاتي مُبكِّرًا؛ مِن أَنْ أعتَزَل المَلَاعب، وأنَا في كَامل ليَاقتي)..! ولَم يَنسَ صَديقنا «راندي»؛ أَنْ يَعود بذَاكرتهِ إلَى الطّفولَة، وهو يُدرك تَماماً، أنَّ الوَقت لَن يُسعفه ليَصل إلَى مَرحلة الكهُولَة، حَيثُ يَقول: (كَمَا امتدّ تَأثير قَائمة أحلَام طفُولتي، ليَخدم العَديد مِن الأغرَاض، فبُدونها لَم أَكُن لأُقدِّم الشُّكر لكُلِّ هَؤلاء، الذين سَاعدوني في حيَاتي، بالأحرَى أَودُّ أَنْ أَقول: إنَّ هَذه القَائِمَة الصَّغيرَة مِن الأحلَام، مَكَّنتني مِن أَنْ أُلقي سَلام الوَدَاع؛ لكُلِّ أُولئك الذين مَثّلوا جُزءاً مِن حيَاتي)..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي التَّأكيد عَلَى أنَّ الإنسَان يَجب أَنْ يَتفَاءَل، حَتَّى في حَالة المَرَض، لأنَّ طَاقة التَّفَاؤُل الإيجَابيّة قَد تُعَالج الإنسَان، وقَد أكّدت الدّكتورة «لويز هاي»؛ بأنَّ بَعض مَرْضَاهَا المُصابين بالسَّرطَان، قَد عَالجتهم بـ»طَاقة التَّفَاؤُل»..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com
مشاركة :