المَكتبَة هي بوّابة المَعرفة، ومَن لَا مَكتبة لَه لَا مَعرفة لَه، لذَلك دَعونا نَنطلق مِن هَذه المَقولة..! يُقال: إنَّ في السّعوديّة أكثَر مِن 100 مَكتبَة عَامّة، لَا أعتَقد أنَّني دَخَلتُ إلَّا وَاحدة مِنها، وهي مَكتَبة المَلك سعود في بريدَة، واحتجتُ إليهَا عِندَما كُنت أَعكف عَلَى تَأليف كِتَابي المُتواضِع: "الغُثَاء الأحوَى في لَمّ غَرائِب وطَرائِف الفتوَى"..! وحِين كُنتُ أَدرس في بريطَانيا؛ كُنتُ كُلَّما سَكنتُ في حَي أنطَلق إلَى مَكتبته، وأُسجّل اسمي هُنَاك، وأستَخرج عُضوية، وأتمتّع بكُلِّ الخَدمَات والمَزَايَا التي تُقدّمها المَكتبَة..! في بريطَانيا يُوجد في كُلِّ حي مَكتبة، والمَكتبَة هَذه تَدخلها مَجَّانًا، وإذَا دَخلتها تَتمتّع بقرَاءة الصُّحف والمجلّات، واستعَارة الكُتب والأفلَام والأشرطَة، كَما تُؤهِّلك العضويّة لاستخدَام الإنترنت بشَكلٍ مَجاني، أمَّا إذَا أَردتَ أنْ تَطبع شَيئًا فهو بمَبلغ رَمزي تَافه..! هَذه المَزَايَا وتِلك المُميّزات؛ جَعلت شَبَاب وشَابَات الحي، وفتيان وفتيات الحَارَة؛ يَذهبون إلَى المَكتبة ثَلاث أو أَربع مَرّات في الأسبوع، لأنَّ مَزَايَا المَكتبة تَجذب الزَّائرين، وكَما نَقول في العَامية: "رِجْل الدِّيك تجيب الدِّيك"..! هَذا شَأن المَكتبات في بريطَانيا، أمَّا المَكتبات لَدينا، فهي شَحيحة جدًّا، ومتعبة جدًّا، وبَعيدة جدًّا، وفِيها مُوظَّفون بيروقرَاطيّون مُتعِبون جدًّا، لذَلك أَبدو في زيارَة هَذه المَكتبَات مِن الزَّاهدين، ووالله لشرَاء كِتَاب مِن مَكتبة تُجاريّة؛ أَسْهَل عِندي مِن استعَارة كِتَاب مِن مَكتَبَة عَامَّة..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: إنَّني مِن هَذا المَكان؛ أُطَالب بإيجَاد مَكتبة في كُلِّ حَي، وتَكون فِيها كُلّ الخَدمَات، ولَيس بالضَّرورة أن يَكون المبنَى فَخمًا، فالمبَاني لا تَنفع فَخَامتها إذَا كَانت خَاوية خَائبة المحتوَى، لأنَّ المَكتَبة مَكان التقَاء ومَعرفة، ولَيست مَكان بَهرجة وفَخْفَخَة..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :