رئة الحياة - د. أحمد عبد القادر المهندس

  • 4/1/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كثير من الأشياء التي نراها أو نلمسها، سواء أكانت نباتا أم حيوانا أم جماداً تنبض بكثير من الابداع والدقة التي أودعها الله جلت قدرته في كل ذرة من ذرات هذا الكون الفسيح، من ذرة الهيدروجين حتى أضخم المجرات في أقصى أبعاد هذا الكون الواسع. والنباتات تحفل بالجمال والابداع والفائدة، فمن منا لا يحب الورود والأزهار والخمائل والأشجار!. لكن من منا يعرف أن هناك جمالا وتناسقاً في عالم النباتات الداخلي. إن غصناً صغيرا القته الرياح على سطح الأرض، ربما لا يثير اهتمامك، لكن علماء النبات والبيئة يستطيعون أن يستخرجوا الكثير من أسرار الخالق العظيم بدراسة هذا الغصن الصغير. فإذا أخذت هذا الغصن الصغير وقطعته إلى شرائح صغيرة ثم صبغته وقمت بتصويره بواسطة كاميرا خاصة تحت المجهر، فسوف تكشف أنماطاً مختلفة من الخلايا النباتية ذات الأشكال المتعددة والوظائف التي تنقل الماء والغذاء لهذه النباتات. وتقوم خلايا هذه النباتات بوظائف أكثر تخصصا، فبعضها يقوم بحمل الغذاء فقط، وبعضها يساعد في تدعيم الشجرة. والخلايا النباتية تكون إطارا مميزا لكل جنس من النباتات، كما تميز بصمات الأصابع ذلك الإنسان من بلايين البشر. ويكاد يكون من المستحيل أن نتنفس أو نأكل بدون وجود النباتات.. ففي السطح السفلي لكل ورقة نبات ملايين الشفاه المتحركة التي تقوم بامتصاص ثاني أكسيد الكربون من الجو وإنتاج الأكسجين. والنباتات بكل أنواعها هي رئة الحياة في الأرض، فهي تنقي الهواء بامتصاص ثاني أكسيد الكربون، وانتاج الأكسجين. وفي عام واحد يمتص فدان واحد من النباتات كمية من الكربون تعادل ما تنتجه السيارة أثناء قطع مسافة 13 ألف كيلو متر. كما أن كمية الأكسجين التي ينتجها فدان واحد من النباتات في عام واحد تعادل الكمية التي يستهلكها (18) شخصاً في سنة كاملة. وتنتج الشجرة الواحدة ما يقارب (120 كيلو غراما) من الأكسجين سنوياً. ويقوم فدان واحد من النباتات بإزالة أكثر من 2.5 طن من ثاني أكسيد الكربون من الهواء كل عام. فلنحرص على النباتات بكل أنواعها، والأشجار بشكل خاص.. فهي رئة الحياة التي تمنح الأرض والأحياء المزيد من الحيوية والحياة.. mohandis77@gmail.com

مشاركة :