مكاشفة النفس - د. أحمد عبد القادر المهندس

  • 12/6/2013
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

عندما ينظر الإنسان إلى أعماق نفسه، يجد فيها مستودعاً لأسراره، ومصدراً داخلياً لسعادته أو لشقائه. لكن أجمل ما يجد فيها هو أن الثقة بالله مصدر لا ينضب من الإيمان الذي يعزز القوة والصمود والتحدي لكل مشكلات الحياة. ومواجهة النفس بعيوبها وحسناتها، وإظهار كشف حساب بما لها وما عليها هو محاولة للتحكم والسيطرة على نزواتها وتعزيز قدرتها على مواجهة المصاعب. وفي خضم ذلك قد تتعثر بمحطات تمنعك من التفكير والحركة. فهذه مشكلة لم تستطع حلها، وتلك رغبة سيطرت عليك طويلاً، وتلك أفكار جعلتك اسيراً لها، وهذا ما يجعلك تضيق بالحياة ومشكلاتها. لقد اتقنا جلد الذات في كثير من أمور حياتنا، واعتقدنا أنه كلما حطمنا النفس بعد أي ذنب اقترفناه، فإن ذلك سيكون سبيلاً للخلاص من الذنوب. وربما نصل إلى نهاية غير سعيدة باستمرار جلد الذات، وعدم السماح بالحرية في التصرف والسلوك الجيد. لقد غفلنا كثيراً من أن الله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب جميعاً، ونسينا أن المفتاح الأساسي هو التوكل على الله وطلب المغفرة منه تعالى في جملة واحدة (اللهم اني أستغفرك واتوب اليك!!) بصدق وخضوع وتذلل لله سبحانه وتعالى .. (اللهم اجبر كسر قلبي بحق اسمك الأعظم ووجهك الأكرم). ان الخطوة الأساسية في مكاشفة النفس والوصول إلى الراحة النفسية يعود إلى مواجهة النفس، وعرض نواقصها، وما يضطرم في أعماقها. أما الخطوات الأخرى فهي تتمثل في التوكل على الله عز وجل في عزيمة صادقة على التغيير إلى الأفضل، والابتعاد عن كل ما لا يليق بالإنسان المسلم، والتمسك بمكارم الأخلاق. ولن ينعم الإنسان بالراحة النفسية حتى يعرف أن الله معه، وأن يكون مع الله في السراء والضراء، وأن يستلهم الصواب من وحي كتابه الكريم وهدي رسوله محمد صلى الله عليه وسلم . وبغير ذلك فإن النفس أمّارة بالسوء إذا تركت معلقة بالذنوب والأهواء !! ..

مشاركة :