الجزر المتحركة - د. أحمد عبد القادر المهندس

  • 11/22/2013
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

هل يمكن أن تتحرك الأرض من مكان إلى مكان آخر؟ وهل يمكن لجزيرة أو مجموعة من الجزر أن تزور مكاناً ثم تعود مرة أخرى؟ إن الإجابة عن هذه الأسئلة يمكن أن نجدها في جزيرة فانكوفر والقطع الأرضية المصاحبة لها. إن الإشارات المغناطيسية الموجودة في صخور جزيرة فانكوفر بكندا تعطي ضوءاً جديداً على تاريخ نشوء هذه الجزيرة، وذلك قبل ما يزيد على 70 مليون عام، حيث كانت الجزيرة موجودة في موقع ساحلي قريب مما هو معروف الآن بصحراء باجا في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية. ويقوم العالم الجيولوجي بيترا وارد بدراسة الصخور الرسوبية المتبقية من تلك الفترة للتعرف على الفلزات المغناطيسية الصغيرة التي كانت تتوجه شمالاً عند تشكيل الطبقات الصخرية. وتشير الفلزات التي عثر عليها في التشكيل الصخري الذي يسمى "نانايمو" في جزيرة فانكوفر، إلى المتبقيات الفلزية من ذلك العصر، كانت تقع على خط الطول البالغ 25 درجة، وهو موقع صحراء باجا الحالي واستناداً إلى رأي العالم بيتر وارد، فقد كانت جزيرة فانكوفر والقطع الأرضية المصاحبة لها، التي أصبحت فيما بعد جزر الملكة شارلوت في ألاسكا، على طبق أديمي يتحرك نحو الشمال باتجاه الصدع القديم الذي اختفى حالياً. ويتخذ العالم الجيولوجي ويليام ديكنزن من جامعة أريزونا موقفاً معارضاً لهذه النظرية. ويدعم ديكنزن رأيه بالقول: إن الدلائل الأحفورية تشير إلى أن التشكل البركاني التحتي للجزيرة المسمى كارموستن، الذي يبلغ عمره حوالي 200 مليون سنة، كان في الموقع نفسه الذي تحتله الجزيرة الآن. واستناداً إلى العالم الجيولوجي "داريل كوان" من جامعة واشنطن، قد يكون كل من هذين الرأيين صحيحاً، إذا نظرنا إلى الجزيرة على أنها تركيب جيولوجي يمتلك حركة مكوكية في الذهاب إلى الجنوب، ومن ثم العودة إلى الشمال. ومع أن هذه النظرية مبالغ فيها بعض الشيء، إلا أن العالم "كوان" يرى أنها موثوقة بما فيه الكفاية وقابلة للتصديق. والأطباق أو الصفائح الأديمية المتحركة معروف بأنها تغير اتجاهها بين الحين والآخر، على حد قول العالم "كوان". ويضيف كوان بأن الجزيرة كانت تتمتع بالكثير من الوقت الذي أتاح لها التحرك عبر الرحلة الطويلة التي زادت على "3220" كيلومتر. وتجدر الإشارة إلى أن منطقتي ساحل كاليفورنيا الشمالية وصدع سان أندرياس تتحركان حالياً نحو الشمال بمعدل خمسة سنتيمترات في العام الواحد، وهو ما يعادل مسافة قدرها "3220" كيلو متراً بعد 63 مليون عام بمشيئة الله تعالى. ان ماذكرته سابقا هو جزء اساسي من نظرية الصفائح التكتونية التي تفسر حركة القارات ونموها وتكوين الجبال وغيرها من الظواهر الجيولوجية. وتؤدي تيارات الحمل الناتجة عن التغير في درجة الحرارة في باطن الارض الى وجود تيارات حمل دورانية تعمل على حركة القارات والجزر. وتعمل الحرارة الصاعدة على اندفاع المادة النصهرة وتكوين الجزر البركانية وتحركها.

مشاركة :