الموت والجسد - د. أحمد عبد القادر المهندس

  • 12/20/2013
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

الموت هو مصيبة الحياة، والإنسان بطبيعته يخشى لحظة الموت، وربما لازمه الإحساس بطول الأمل فاستبعد الموت. ولكن الموت حق والشاعر يقول: "كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمول" والجسد الدنيوي ينتهي عقب دفنه أو موته، ويتحلل إلى عناصره الأولية، ولكن بعض الأجساد تحنط فتبقى زمناً طويلاً للعبرة، والدليل على ذلك قصة فرعون. فقد أغرق الله تعالى، فرعون في البحر ولكن جسده موجود حتى الآن، وتعرض جثث الملوك الفراعنة في المتاحف المصرية وغيرها، حيث تجري عليها الأبحاث والدراسات، وخاصة في الدول المتقدمة. إن حقيقة الإنسان كما يقول المفكر مصطفى محمود هي "نفسه" والذي يولد ويبعث ويحاسب هو نفسه. أما الجسد فهو مجرد مجال لإظهار مواهب الإنسان وملكاته المختلفة، وكل إنسان يعتقد أنه عمل عملاً صالحاً للناس، وأنه قدم للبشرية كل خير، وحتى الطغاة الذين شنقوا وعذبوا شعوبهم يعتقدون أنهم مصلحون. وكل إنسان جاء إلى هذه الحياة يزعم أنه إنسان طيب وصالح ولا يستحق العقاب. ولهذا فإن الله عز وجل جعل الدنيا دار ابتلاء ليعرف كل واحد نفسه ويعرف خيره وشره، ثم خلق الله الآخرة لتكشف فيها حقائق عالم الغيب والشهادة وعالم الملكوت والجبروت، وأن الله لا يخلق شيئاً إلا بالحق، لأنه سبحانه وتعالى هو الحق:- "وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق" سوره الحجر - الآية 85. "وخلق الله السموات والأرض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت" سورة الجاثية - الآية 22. "الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً " سورة الملك – الآية 2. ومن الشعراء الذين خافوا الموت ووجدوا أنه سيف جبار لا يترك كأئناً في هذه الدنيا، وأن من لم يمت بالسيف مات بغيره الشاعر والصحفي المصري كامل الشناوي يقول الشناوي عن الموت: شبح يمر.. وما نراه.. ونظل نفزع من لقاه غمر الوجود بسهمه وعدَت على الدنيا يداه هو سيف جبارٍ أباد العالمين وما كفاه هو كأس سم النفوس زعافها لا في الشفاه كل سيشربها فلا حذر يفيد ولا انتباه يا قلب قل لي ما الزمان وما تؤمل من رضاه وعلام تفرح بالحياةٍ وأنت من صرعى الحياه أو ليس آخر ما سنسمع عنك أصوات النعاه

مشاركة :