القدوة جوهرة التربية - د. أحمد عبد القادر المهندس

  • 10/25/2013
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

للأفعال أثرها العميق في نفوس الآخرين، أكثر من فعل النصائح أو المواعظ والأقوال. ويعود ذلك إلى أن الأفعال توجيه عملي غير مباشر لما يجب أن يقوم به الإنسان. روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ من كتابة وثيقة صلح الحديبية قال لأصحابه: " قدموا فانحروا ثم احلقوا" قال الراوي : فو الله ما قام منهم رجل ، حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد، دخل على أم سلمة رضي الله عنها فذكر لها ما لقي من الناس. فقالت أم سلمة :" يا نبي الله أتحب ذلك ؟ اخرج ثم لا تكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك" فخرج فلم يكلم أحداً منهم حتى فعل ذلك – نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه – فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضاً حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غماً. إنها القدوة لتربية المسلم من لدن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم. وهذا يدل على أن القدوة بالأفعال أكثر قوة وإقناعاً من سماع الأقوال، فالأفعال لها صوت وسيطرة أقوى من الأقوال. ولننظر إلى ما قاله الجاحظ في إحدى رسائله، عندما حكى لنا عن عقبة بن أبي سفيان وقوله إلى مؤدب ابنه: " ليكن أول ما تبدأ به من إصلاح بنيك إصلاح نفسك، فإن عينهم معقودة بعينيك، والحسن عندهم ما استحسنت، والقبح عندهم ما استقبحت". إن ديننا الإسلامي الحنيف يحث على التربية الإسلامية التي تحث الناس على إعلاء قيم ومعاني الأخوة والتعاون بحيث يكون التعاون والمساعدة والتراحم والتواصل عنواناً للتماسك الاجتماعي القوي والفاعل. ينبغي أن نعلم أبناءنا بالقدوة الحسنة، وأن نقضي حوائج المسلمين عملياً مثل إعانة الفقراء والمساكين وأن نعلم أطفالنا مساعدة الفقراء والمرضى مثل حمل حقائب المرضى، فيتعود الطفل على حب الخير ومساعدة الآخرين. ومن الأمور الجيدة أن نوضِّح لأبنائنا أن زيارة المرضى وشراء احتياجات الفقراء وخاصة في رمضان والعيد من الأمور التي يجزي الله عليها ويضاعف لهم الأجر والثواب. إن التربية بالقدوة توضح للأبناء أن مساعدة الناس وفعل الخير والأعمال الصالحة بالفعل وليس بالقول هو الذي يفتح أبواب الرزق للإنسان وهو البداية الذهبية لحياة سعيدة بإذن الله تعالى.

مشاركة :