هناك ثوابت راسخة تحكم العلاقة التاريخية وذات الابعاد الاستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة الأميركية وتبادل المصالح والحفاظ عليها.. وتنميتها.. •• وما جرى من اتصالات مكثفة بين البلدين في الآونة الأخيرة.. وآخرها الاتصال المهم بين سمو ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان ووزير الدفاع الأميركي (15/6/1437ه) إنما هو في إطار العمل على تعزيز تلك الثوابت في وقت يحتاج فيه كل منا إلى الآخر أكثر من أي وقت مضى.. •• فنحن نحتاج إلى الولايات المتحدة الأميركية كقوة مساندة لنا في الجهود الرامية إلى إعادة الاستقرار في المنطقة.. في ظل تزايد موجات التدخل في الشؤون الداخلية لدولنا.. وكذلك بفعل التهديدات المتواصلة لانتشار لوثة الإرهاب في المنطقة والعالم بصورة مخيفة. •• والولايات المتحدة الاميركية تحتاج إلى المملكة العربية السعودية وإلى سياساتها المتوازنة.. ومكانتها العظيمة في العالمين العربي والإسلامي بصورة خاصة والعالم بشكل عام لمنع تدهور الأوضاع إلى ما هو أسوأ.. والعمل معاً على مكافحة الإرهاب وتحصين المنطقة ضد مختلف الأخطار والتحديات.. •• والمملكة العربية السعودية.. تحتاج إلى الولايات المتحدة والعمل معها بصورة تكاملية.. لدعم الاقتصاد العالمي وإبعاد شبح الركود.. واسباب التضخم وتوفير الحلول الملائمة للسيطرة – بصورة افضل – على أسعار النفط.. وعدم التلاعب بأسواقه.. •• والولايات المتحدة الأميركية.. تحتاج إلى المملكة العربية السعودية للحيلولة دون الإخلال بميزان القوى والمصالح في منطقة الشرق الأوسط.. وتجنب عملية خلط الأوراق بين ما حدث في سورية والعراق.. ولبنان.. وما قد يحدث في غيرها لصالح قوى على حساب قوى أخرى.. والحيلولة دون عودة الحرب الباردة.. انطلاقاً من منطقة الشرق الأوسط الملتهبة الآن.. •• والمملكة العربية السعودية.. تريد من الولايات المتحدة الأميركية.. مواقف حازمة.. وحاسمة.. ضد كل الأطماع.. والمؤامرات.. والتهديدات التي تمارسها إيران ضد دول المنطقة وسواها.. مستغلة في ذلك تجميد العقوبات الدولية عليها.. وتوجهها إثر ذلك نحو زيادة قدراتها العسكرية وامتلاكها لصواريخ باليستية طويلة المدى.. مستفيدة من اتفاقية (5+1) وتفسيرها بالطريقة التي تخدم مصالحها وتطلق يدها في المنطقة وسواها.. •• فنحن وإن كنا دولة صغيرة مقارنة بالولايات المتحدة الأميركية.. إلا أن وزننا وأهميتنا الجيوسياسية يجعلان بلداً عظيماً كالولايات المتحدة حريصاً على تعزيز صداقته معنا.. بنفس القدر الذي نحرص نحن فيه على إقامة أوثق العلاقات معها.. لأنه لا غنى للبلدين عن بعضهما البعض.. •• وفي ضوء هذه الحقيقة.. تجيء هذه الاتصالات المكثفة تحقيقاً للمزيد من التنسيق والتشاور بشأن المستقبل.. ليس بيننا وبين الأميركان فحسب.. وإنما بينهم وبين دول مجلس التعاون كافة على مختلف المستويات السياسية.. والعسكرية.. والاقتصادية.. والأمنية.. والبترولية.. والتعليمية.. وعدم السماح بتعريض هذا التعاون الاستراتيجي الشامل لأي اهتزاز يؤثر في مستقبل الشراكة بيننا وبينهم.. •• يحدث كل هذا الآن بهدف انجاح اللقاء الوشيك بين الرئيس أوباما.. وبين ملوك وأمراء دول المجلس لتصحيح مسار علاقات الطرفين.. وتعزيزها وعدم تعريضها للاهتزاز مرة أخرى.. والعمل على ديمومتها وفقاً لتلك الثوابت التي لا يجب ان تخضع للتأثير حتى بعد الانتخابات الرئاسية القادمة أيضاً. ضمير مستتر: •• لا فرق بين كبير وصغير في موازين العلاقات الدولية القائمة على المصالح المشتركة..
مشاركة :