•• ينبغي الاعتراف.. بأن الوضع في اليمن.. وعدم انخراط جميع دول مجلس التعاون الخليجي الست في التحالف الذي جرى تشكيله إثر انقلاب الحوثيين وعلي صالح على السلطة الشرعية باليمن.. وما كان يشكله ذلك من أخطار حقيقية على الدول الخليجية نفسها وفي مقدمتها المملكة.. •• ينبغي الاعتراف بأن هذه الحالة المستجدة كانت وما زالت محل تساؤل أبناء الخليج العربي قبل غيرهم.. وبالذات في ظل مشاركة دول عربية أخرى من خارج دول المجلس في هذه المواجهة للتمدد الإيراني في المنطقة والذي اختار هذه المرة عبدالملك الحوثي وعلي عبدالله صالح للعبث باليمن والانطلاق منه إلى بقية جيرانه إحكاماً للسيطرة على المنطقة من شمالها وجنوبها والتمدد بعد ذلك إلى الشرق والغرب وتحويل دولنا وشعوبنا إلى سبايا ورهائن وأتباع.. •• وبكل تأكيد.. •• فإن اقتصار المشاركة في هذا التحالف على دول خليجية دون أخرى لم يكن أمراً مريحاً لشعوبنا المتطلعة باستمرار إلى المزيد من التلاحم والتكامل تحقيقاً للحلم الذي نتطلع إليه جميعاً ألا وهو قيام الاتحاد بين دولنا الست.. لأنه أشعرنا بأنه بدلاً من أن نتقدم خطوة إلى الأمام.. فإننا تراجعنا أكثر من خطوة إلى الخلف.. وهو ما فتح الباب لكثير من التحليلات والتفسيرات والاجتهادات التي لا تصب في خانة الوفاق التام على العمل المشترك بمواجهة الأخطار التي تتهدد سلامة الجميع انطلاقاً من اليمن الجار. •• وبالتأكيد أيضاً.. •• فإن هذا الوضع أثار قلق أبناء الخليج الأوفياء وجعلهم في حيرة من أمرهم.. •• واليوم وقد تقرر أن يجتمع قادة دول المجلس غداً في واحدة من أهم القمم وأخطرها فإن الأمل يحدونا في أن تزول الغمة.. وتتحد الكلمة.. ولا نُعطي الأعداء.. والمتربصين بنا الفرصة لاختراق منظومتنا.. أو إضعاف تماسكنا.. وعدم الاتفاق فيما بيننا على موقف موحد في مثل هذه الظروف التي تتهدد أمننا وسلامتنا واستقرار بلداننا وطمأنينة شعوبنا.. •• وكلنا ثقة في قادتنا.. وفي حكمتهم.. وحرصهم على توحيد الكلمة.. والدفع بمجلس التعاون خطوة قوية إلى ما هو أكبر.. انطلاقاً من توحد الموقف بمواجهة الواقع المؤلم الذي يعيشه اليمن.. وتتحدد في ظل نتائجه طبيعة المرحلة القادمة.. سواء بالنسبة لتجمعنا هذا.. أو بالنسبة للتعاطي مع من حولوا اليمن إلى مأساة كبيرة لن يغفرها لهم الشعب اليمني وشعوب المنطقة أيضاً. •• وكم أتمنى أن تسفر هذه القمة عن إنجاز تاريخي يؤكد على أهمية الدور الذي تلعبه الدول الست في عودة الاستقرار إلى المنطقة ككل.. لأن دولنا تملك الكثير من الأوراق المهمة التي تستطيع أن تلعبها بنجاح لإنقاذ المنطقة من أهوال قادمة تريد لها ولنا الفناء وتغيير ملامحها الجيوسياسية.. والتحكم في مصادر الحياة فيها.. ضمير مستتر: •• مصير المنطقة بكاملها يتوقف على مدى الوفاق بين دول الخليج الست بعيداً عن التحفظات والمخاوف..
مشاركة :