أمسِ كان التأكيد من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات على أنّ عدد المشتركين في الهاتف المحمول أو الجوال قد بلغ بنهاية الربع الثالث من عام 2013م أكثر من (51 مليون مشترك)، بنسبة زيادة تجاوزت (170%) من الفترة نفسها من العام الماضي، وأن شركات الاتصال العاملة تُـحَـقّـقُ أرباحاً كبيرة جداً، فلابد أن تُـفرض عليها ضَــرَائب، أو تُـلْـزم بخدمة الوطن والمواطن من خلال برامج المسئولية الاجتماعية. أما اليوم فذلك العدد الكبير من المشتركين، وتفاعل أفراد المجتمع السعودي مع الاتصالات والتقنية وتطبيقاتها يطرح تساؤلات مهمة: هل أُفِــيد من ذلك في تقديم الخدمات والتّـسهيل على المستفيدين؟! وهل اُسْـتُـثْـمِـر في مجالات التوعية ونشر الثقافة المجتمعية على نطاق واسع؟! نعم هناك محاولات واجتهادات من مؤسسات وأفراد؛ ولكن الحقيقة أن سعة انتشار استخدام أفراد مجتمعنا للاتصالات وتطبيقاتها المختلفة لم تُـسـتَـثمر! ففي جانب الخدمات ما زالت أكثر المؤسسات الخدمية تعتمد على الملفات الخضراء وأخواتها، والـورق والحضور الشخصي للمراجعين!! رغم ما يترتب على ذلك من جهد ومصاريف خاصة لِـفِـئَــة المساكين، وهناك تجارب مَــاتَـت بعد حَـياة كما في المدينة المنورة؛ إذ كان هناك مشروع لتطبيق الحكومة الإلكترونية، ولكنه حُـلـم وُئِــد حتى حِــيْــن. أما في ميدان استغلال تقنية الاتصالات وتطبيقاتها في مخاطبة المجتمع والوصول لشرائحه كافَّـة؛ فالمؤكد أنّ الساحة تُـرِكَـت لأصوات حرصت على نشر ثقافتها وغَـرسها في العقول والقلوب، مع ما تحتمله من انحرافات فكرية، ودعوة للعصبية والمَـذهَـبية والمَـنَـاطقية؛ وقُــودها الشائعات واجترار الماضِــي! أيضاً هذا الميدان التقني أصبح خَــصْـبَـاً لبعض القنوات الفضائية والمواقع استغلته في حَـلْـبِ واستنزاف المواطنين مالياً بالمكالمات المشبوهة والغَـرَائِـزِيّـة، وبالبرامج والمسابقات القائمة على التصويت والرسائل!! ويبقى المجتمع السعودي من أكثر المجتمعات في استعمال الاتصالات والتعامل مع تقنيتها، فطبقاً لبعض الإحصائيات، فإن عدد مستخدمي (خدمة تويتر) بالسعودية يتجاوز ثلاثة ملايين، ينشرون أكثر من مليون وخمسمائة ألف رسالة يومياً!! أما (موقع فيسبوك) فيزيد عدد مستخدميه عن 6 ملايين، فيما يعتبر السعوديون من أكثر شعوب الأرض مشاهدة لـ ( موقع اليوتيوب ) !! لَـقَـد حان الوقت لدراسة هذه الظاهرة، واستثمارها في تنمية الوطن، وخدمة المواطن والمقيم، وتوعيته؛ فهل نحن فاعلون؟! aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :