إلى أين مع مهاترات الفنانين؟ - سهام عبدالله الشارخ

  • 4/4/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أشعر كغيري من المشاهدين بالأسى من الملايين التي تنفقها كثير من القنوات الفضائية على البرامج الرديئة الأمر الذي يعكس ما تعانيه المنظومة الإعلامية في عالمنا من اختلالات، فهي تركز اهتمامها في بعض البرامج على ماتطلبه شريحة من المشاهدين حتى ولو كان ذلك على حساب الأخلاق والمبادئ والثقافة وتضيع ساعات من وقت المشاهد في الاستماع إلى مايدلي به فنانون وفنانات من آراء ومواقف، وما يقولونه عن أخبارهم وخصوصياتهم التافهة وخصوماتهم ومصالحاتهم مع غيرهم من الفنانين بدل الحديث عن الفن والإبداع. في الماضي ومع محدودية وسائل الإعلام كانت فرص اللقاءات والحوارات مع الفنانات والفنانين المشهورين قليلة بل نادرة أحياناً، ولم تكن المنافسات والمشاحنات بينهم كما هي عليه الآن، لذلك حافظ كثير منهم على احترام الجمهور ومحبته، وكان تعاملهم مع أنفسهم ومع معجبيهم بصدق وإخلاص وانضباط أكثر، مع حرص على تقديم ما يعزز مكانتهم ويسعد جمهورهم، أما الآن فالفنان يبدأ مشواره الفني متلهفاً إلى رضا وإعجاب المشاهدين والنقاد ولكن ما أن يثبت أقدامه في الفن ويحقق النجاح والشهرة حتى يتحول إلى شخص مغرور ومتعال، يهاجم هذا ويشتم ويفضح ذاك، ولا يكتفي باستغلال الحوارات في المهاترات بل يطل عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليطلق التصريحات النارية والتغريدات التهكمية، في الوقت الذي يندر أن تجد من هؤلاء من يهتم بالقضايا الوطنية والمآسي التي نعيشها. كان عمر بن الخطاب يقول:"أظل أهاب الرجل حتى يتكلم فإن تكلم سقط من عيني .أو رفع نفسه عندي“. ولقد سقط العديد من المحسوبين على الفن من عيون معجبيهم رغم شهرتهم بسبب ألسنتهم وهرفهم، ولو أنهم اقتصروا على أدائهم الفني وأعمالهم وصمتوا وساروا على طريقة «يا زينك ساكت» لكان خيرا لهم. تهافت بعض القنوات الفضائية على استضافة مثل هؤلاء الفنانين وإعطائهم مساحة كبيرة طمعا في الربح جعلت الناس تنام وتصحو على أخبارهم ومهاتراتهم، بل إن بعض الفنانين ليسوا إلا صنيعة ذلك الإعلام، فهم بلا شخصية وبلا موهبة وبلا جمهور حقيقي إلا من المراهقين، ومع ذلك فأخبارهم تصلنا ليل نهار، وفي الوقت الذي يتجاهل هذا الإعلام فنانين حقيقيين احترموا أنفسهم وتاريخهم وترفعوا عن تقديم الغثاء رغم حاجتهم، تجده يلهث وراء من يحصد الأوسمة والجوائز واحدة تلو الأخرى وهو بلا وزن ولا تاريخ. والتساؤل هنا حول من يقف وراء مثل هذا الإعلام في عالمنا العربي؟ ما مصلحته وغايته؟ لماذا تنفق الملايين بسخاء على التفاهات بينما لا تتلقى مراكز البحث والابتكار اهتماما وإنفاقا مشابها؟ لماذا لا تمنح التسهيلات لبعض المبتكرين في بلدان عربية بينما يلقى مثلا هواة الغناء من الشباب والشابات والأطفال كل الدعم والتعاطف والتشجيع المادي والمعنوي؟

مشاركة :