كسر قوانين المرور.. إلى متى؟ - سهام عبدالله الشارخ

  • 5/28/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

من أولى لحظات خروجك من المنزل وسيرك في الشوارع بالسيارة يوميا تشهد تجاوزات لا حدّ لها، وتجاهلا للقوانين على مرأى من الجميع وكأن مرتكبيها يملكون الطرق، هذا يقطع الإشارة وذاك يعتلي بسيارته الرصيف لينتقل إلى الجانب الآخر من الطريق، أو يوقف عربته وينزل ليشتري شيئا من محل، وآخر يبصق من النافذة أو يرمي قمامته، أو يتجاوز السرعة، أو يتنقل كما يحلو له بين المسارات بكل جرأة ووقاحة، أو يضع حمولة على عربته دون مراعاة قواعد السلامة، أو ينقل في حافلته عددا من الركاب يتجاوز سعتها بكثير، أو يتحدث بالجوال ولا يعبأ بمن وراءه. هناك أيضا عربات نقل تخترق الشوارع ليل نهار حيث تجد السائق يحشر شاحنته بين السيارات ثم يتخطى بها الكل وكأن عربته أهم من غيرها، وشاحنات تنقل أكواما من الأتربة دون غطاء وتنشر الغبار في كل مكان، وغير ذلك من المخالفات التي تعكس أنانية الناس وحالة الانفلات وعدم اعتبار الآخر، والمزعج أن تلك المخالفات تصدر من كل فئات وطبقات المجتمع، فلا المستوى الاجتماعي ولا العلمي ولا الثقافي يحدث فرقا، وكل واحد من هؤلاء الفوضويين بغض النظر عن خلفيته وجنسيته يرى نفسه فوق القانون، ومع ترسخ هذه السلوكيات عبر الأيام والسنين وتوفر بيئات تسمح بالتجاوز وكسر القوانين تحولت هذه الفوضى إلى ثقافة متوارثة. ومع أن تنفيذ القوانين ومحاسبة المتجاوز يجبران الناس على احترام النظام ويحدان من المخالفات، ولكنّ وراء الاستهتار بالأنظمة عاملا آخر يتعلق بضعف الوعي الحضاري وتدني الإحساس بالانتماء المجتمعي الذي يجعل الشخص منذ خروجه من منزله لا يفكر إلا بنفسه، ولذلك لم ولن تغير حملات وأسابيع المرور شيئا من الواقع السيئ لأنه اهتمام موسمي ينتهي بانتهاء المناسبة وتعود بعدها حليمة لعادتها القديمة، ومع أن العبارة المأثورة "القيادة فن ومهارة وأخلاق" يحفظها الغالبية من قائدي السيارات، ولكنها على أرض الواقع لا تطبق، والسؤال المطروح: هل تحرص مدارس ومراكز تعليم قيادة السيارات على تعليم أخلاقيات القيادة وآدابها أم أنها تركز فقط على القيادة؟ ما ذكرته ليس جديدا وهو موضوع طُرق كثيرا ولكن ذلك لا يعني التوقف عن الكتابة فيه، لأن الوضع يتفاقم مع الأيام ويستشري ولا حلول، فلا يمضي يوم إلا ونسمع عن حوادث مفجعة وخسائر بشرية بأرقام لا تصدق، ولا يكاد يوجد بيت لم يفقد عزيزا جراء الحوادث. لقد سلبتنا أخبار الحوادث المؤلمة الراحة والسكينة، وزرعت في نفوسنا الخوف والقلق، وهذا الوضع الكارثي يتطلب تغييرا جذريا في ثقافة المجتمع عن طريق الإعلام والتربية في البيت والمدرسة، وإصلاح الشوارع والطرقات، وتطبيق الأنظمة مع التشدد في إعطاء رخص القيادة وسحبها في حالة تكرار المخالفات.

مشاركة :