تعليقًا على مقال الأربعاء، كتب إليَّ أحد القراء المخلصين، وهو السيد إبراهيم العقل قائلاً: وجه نصائحك فى إحدى مقالاتك للمدير، فهم أول من يقرأون الصحف والجرائد كل صباح، وليكن عنوانك هل أنت مدير ظالم؟ فالظلم فى العمل يعود بالسلب على الموظف والعامل فى بيته وفى المطعم وفى سيارته، تأكد أن الاحتقان يزيد مع الظلم فى العمل. علاقة الموظف مع المدير شائكة، والظلم ظلمات يوم القيامة، والمدير لديه هدف ورؤية يريد تحقيقها، والموظف يريد أن يعطي أقل ما عنده، لذلك ليس من السهولة إعطاء نصائح لأحدهما دون معرفة التفاصيل التي تربط بينهما، وطبيعة العقد المتفق عليه، ومع ذلك، لفت انتباهي (الاحتقان)، الذي تحدث عنه السيد إبراهيم، فإنه يجب خفض الجناح للموظفين، وخفض الصوت، والاستماع لهم بإصغاء، والبعد عن الصراخ، الذي يتسبب في ست نقائص تشوه بيئة العمل. الأولى: الصوت العالي يُمثِّل سياسة الدفاع للمنهزمين، والعقلاء من المديرين، يضبطون أنفسهم عند استثارتهم من تقصير الموظفين، بالحلم، وعدم الانفجار، والتوجيه برفق. والثانية: رفع الصوت يعني فقدان السيطرة على النفس، يعني النقطة التي يريد إيصالها للموظف فيها تسرُّع، وقد تكون محبطة له، ومزعجة للموظف. والثالثة: الصوت لا يُغيِّر الفكر، ورفض الرأي ينبع غالبًا من اختلاف المسلمات، والصراخ لن يُغيِّرها، بل تحتاج الإقناع. الرابعة: الصراخ يكسر الأرض المشتركة، ويعطي انطباعًا للتعالي، ويمحو الندية والاحترام المناسبين للحوار. الخامسة: الصراخ يتضمن الإهانة، وأسوأ طريق للإقناع هو الاستخفاف بالطرف الثاني، والإهانة قرين التعصب. السادسة: هل تريد إسكات الناس بالقوة أم بالحجة؟ الصراخ يسكتهم ولكن بدون حماس حقيقي للعمل. #القيادة_نتائج_لا_أقوال يقول المولى عز وجل، في سورة لقمان، الآية 31، (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ، إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ).
مشاركة :