مازالت أزمة تجنيد اليهود المتدينيين «الحريديم» تتواصل في إسرائيل. وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية قد أصدرت الخميس أمرا احترازيا لوقف ميزانية الطلاب الحريديم بسن التجنيد. على أن يدخل هذا الحظر على التمويل حيز التنفيذ في الأول من أبريل، يوم الاثنين المقبل. وقال الدكتور سليم بريك المحاضر في جامعة حيفا والخبير في الشؤون الاستراتيجية إن الحريديم عمليا هي المجموعة المتشددة التي رفضت الحركة الصهيونية وهددت عبر سنوات الأربعينيات من القرن الماضي بأن تذهب للأمم المتحدة وأن تقول إن الحركة الصهيونية لا تمثل الشعب اليهودي. وأضاف في تصريحات لقناة الغد أنه على هذا الأساس خضع قادة الصهيونية للحريديم ووعدوهم أنهم إذا قامت دولة إسرائيل فسيكونون معفيون من الخدمة العسكرية وسيزاولون حياتهم بشكل طبيعي دون أن تتدخل الدولة في شؤونهم الداخلية. وتابع أنه مع الوقت فالعفو الذي أعطى لحوالي 400 من الحريديم بأن يتعبدوا ويحصلوا على رواتبهم على هذا الأساس وألا يخدموا في الجيش فإن عددهم وصل إلى أكثر من 2000 في عقد التسعينات ولذلك أقيمت لجنة لفحص الموضوع في منتصف التسعينات وبدأت تناقش قضية مساواة المواطنين في الدولة. وأضاف أنه هناك الآن أكثر من 60 ألف في سن التجنيد ولذلك فالمحكمة العليا قررت أنه يجب فورا اتخاذ قرار بتجنيد الحريديم، مشيرا إلى أن الغالبية في المجتمع الإسرائيلي باتت تنظر إليهم كمستغلين . وقال إنه وفقا للقانون فبدءا من مطلع أبريل/ نيسان القادم يجب عليهم الخدمة في الجيش، والمشكلة أيضا ليست في الخدمة وإنما في الميزانيات التي يحصلون عليها ولذلك فإن سن قانون بهذه السرعة غير ممكن، وإسقاط الحكومة أيضا غير ممكن لأنه إذا كانت هناك انتخابات فالحريديم سيخسرون وستكون هناك حكومة أخرى وقد تكون ظروفهم أسوأ، ولذلك عمليا لا توجد لديهم أدوات للتهديد بشكل حقيقي ولا يوجد دعم خارجي لمعسكر الحريديم في مطالبهم هذه. يشار إلى أن قرابة 66 ألف شاب من المتدينين حصلوا على إعفاء من الخدمة العسكرية خلال العام الماضي، وهو رقم قياسي، تحديدا وسط حالة الحرب التي تعيشها إسرائيل، وتعدد الجبهات التي تتعامل معها. ________ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :