ويواصل الدكتور مراد الجنابي محاضرته القيمة حول تاريخ البحرين الحديث بالقول إن حكم الجبور استمرعلى البحرين منذ بداية القرن 16 م بازدهار تجاري وزراعي وامتدت سلطتهم إلى تخوم نجد وتمكنوا من تسيير أمورهم مستقلين تماما عن مملكة هرمز، وأصبح شيخ بني جبر يلقب بسلطان البحرين والقطيف والإحساء ورئيس أهل نجد وامتد نفوذهم إلى المقاطعات والموانئ العمانية مما دفعهم للصراع من جديد مع حكام هرمز مرة أخرى.. ويضيف بأنه بعد عبور البرتغاليين رأس الرجاء الصالح ووصولهم إلى الهند بطريق ملاحي بحري جديد، بدأت أنظارهم تتجه إلى الخليج العربي لموقعه الاستراتيجي على طريق التجارة بين أوروبا والعالم الإسلامي، وكان هدفهم الأول تحقيق السيطرة المائية على طريق البحر الأحمر والخليج العربي لغلق الطريق أمام تجارة الشرق الإسلامي وإضعاف الدول الإسلامية المطلة على الخليج العربي. وفي عام 1506 م توجه القائد البرتغالي تريستان داكونها إلى تعزيز الحامية البرتغالية في الهند واستولى على جزيرة سوقطرة وأقام قلعة محصنة فيها لتوسطها المسافة بين البحر الأحمر والخليج العربي. وكلف داكونها القائد دلبوكيرك بالهجوم على عدن في اليمن لأهميتها الإستراتيجية لكن دلبوكيرك خالف الأوامر واتجه إلى الخليج العربي واحتل جزيرة كوريا موريا في أغسطس 1506م ووصل إلى مسقط واحتلها وأحرق مسجدها والسفن الراسية فيها وقصفها بالمدافع عندما دافع أهلها عنها، ومثل بالأسرى من أبنائها بفقع عيونهم وجدع آذانهم وأنوفهم. وتوجه دلبوكيرك الى هرمز وهي هدفه الأساسي من الهجوم وقصف المدينة وأوقع الخسائر الجسيمة بجنودها وأخضعها لسيطرته، ووقع حاكم هرمز اتفاقية استسلام وخضوع ودفع الغرامات المالية وذلك في عام 1507 م، وتتضمن الاتفاقية إعفاء السفن البرتغالية من الرسوم والضرائب ومنح السفن البرتغالية حق المنع لأي سفينة تمر بالمضيق والسماح للجند البرتغاليين ببناء قلعة عسكرية محصنة بشكل دائم. وهكذا أصبحت هرمز تحت السيطرة البرتغالية بموجب الاتفاقية، وغادر دلبوكيرك هرمزعام 1508م متجها إلى الهند بعد استدعائه من دالميدا نائب الملك البرتغالي في الهند لأنه خالف الأوامر الصادرة إليه باحتلال عدن، ودخل في حرب بالخليج العربي وكلف القوات البرتغالية مجازفة الحرب وانفتح على البحر وكان يكفيهم قطع الطريق التجاري على المسلمين دون احتلال الأرض وبناء القلاع العسكرية. لكن ملك البرتغال مانويل الثاني الذي كان يميل إلى التوسع واحتلال الجزر وبناء القلاع وإشعار العالم بالوجود البرتغالي في إمبراطوريته الجديدة مما جعله يغضب من نائبه دالميدا ويعزله عن منصبه وتعيين دلبوكيرك القائد المتحمس للغزو والاحتلال نائبا للملك في الهند عام 1509م. وفي عام 1515م غادر دلبوكيرك الهند متجها الى هرمز بجيش قوي وأسطول بحري كبير للقضاء على التمرد الذي قاده الزعيم الفارسي الريس حامد ضد حاكم هرمز سيف الدين وأخذه أسيرا، وقصفت القوات البرتغالية هرمز بالمدفعية مما أدى إلى فرار المتمردين ورجوع سيف الدين إلى الحكم في هرمز، وتم الاتفاق على تسليم هرمز كليا إلى البرتغاليين وتعيين بيرو ابن أخي دلبوكيرك قائدا على هرمز والتي أصبحت من أقوى القلاع البرتغالية في الخليج وخاضعة كليا للاحتلال البرتغالي حتى عام 1622م.. يتبع
مشاركة :