ويستعرض الدكتور مراد الجنابي الحملات البرتغالية للسيطرة على البحرين في القرن السادس عشر الميلادي فيتحدث عن الحملة الثالثة بقيادة أنطونيو كوريا عام 1521م ويقول بأنه بعد تسعة أشهر من الاستعدادات البرتغالية الهرمزية تمكنوا من تجهيز حملة جديدة لاحتلال البحرين في يوم 15 يونيو 1521م بقيادة أنطونيو كوريا ابن أخت نائب الملك الذي حقق نصرًا للبرتغاليين في ملقا بسبع سفن تحمل أربعمائة مقاتل من الجنود البرتغاليين و150 قاربًا للتجديف تحمل 3000 آلاف مقاتل من هرمز يقودهم الوزير شرف الدين. وقد بنى الأمير مقرن حاجزًا دفاعيًا عازلاً بين الساحل ومدينة المنامة، وخزن المؤن والذخيرة استعدادًا لمعركة طويلة الأجل. وكان عدد المقاتلين من الجبور 12000 ألف مقاتل، منهم 300 فارس، و400 من الرماة، و20 عثمانيا من جنود المدفعية وبقية الشعب البحريني الذي هب للدفاع عن وطنه. وبتاريخ 27 يونيو بدأ الهجوم البرتغالي تسانده القوات الهرمزية ودارت معارك طاحنة تسببت بقتل الجنود الغزاة ثم توقفوا بسبب الحر الشديد ورتبوا قواتهم مرة أخرى للهجوم واستخدمت القوات الهرمزية اسلوب القنص بالسهام لاستهداف القادة العرب ثم احتدم القتال مما أدى الى إصابة الأمير مقرن بجروح نتج عنها استشهاده بعد ثلاثة أيام من اختفائه. وحسمت المعركة بالمدفعية البرتغالية واستسلام جنود الأمير مقرن وانسحاب بقية القوات إلى القطيف ونهبت القوات الغازية المدينة وقطعوا رأس الأمير مقرن بهدف عرضه بهرمز رمزًا للانتصار ووضع أنطونيو صورة رأس الأمير مقرن على نبالته رمزًا للانتصار. وذكر المؤرخ البرتغالي باروس الأمير مقرن بكل خير ووصفه وصفًا طيبًا وبين أن شعبه أحبه لأنه من أصول عربية وشعب البحرين كان يخشى أن يتولى حكمه شخص من أصول فارسية. وكانت معركة احتلال البحرين من أطول معارك البرتغاليين في الخليج فقد امتدت من 27 يوليو إلى 2 أغسطس 1521م أي ستة أيام وكانت المقاومة العربية شديدة، وقام القائد البرتغالي بتسليم زمام الأمور في البحرين للقائد الهرمزي شرف الدين باعتباره مسؤولاً عن تحصيل الضرائب وفرضت ضرائب على البحرين لصالح البرتغال مقدارها 400 دوكات، ووضعت حامية هرمزية من الفرس تعدادها 100 رجل. ونصب شرف الدين ابن أخيه وصهره بدر الدين فالي مسؤولاً عن قلعة البحرين. ثم يتناول الباحث أحوال البحرين بعد الاحتلال البرتغالي فيوضح أنه بعد احتلال البحرين قام وجهاء البحرين بالتفاوض سرًا مع انطونيو كوريا وانتهت المفاوضات بإعلان شروط الاستسلام التي تضمنت العفو عن الجبور وتنصيب حاكم عربي اسمه بركات. وفي شهر أغسطس من عام 1521م أبحر انطونيو كوريا متجهًا إلى هرمز لمقابلة حاكم الهند دي سكويرا الذي أقر جميع القرارات والإجراءات الإدارية باستثناء انفراد الهرمزيين بمسؤولية جمع الضرائب، فأمر بتعيين موظفي الجمارك من البرتغاليين في البحرين وعمان، وتم تأسيس مركز تجاري برتغالي في البحرين بإشراف إدارة برتغالية بحتة مما أثار سخط وحفيظة الهرمزيين. وغضب الملك الهرمزي تورنشاه من تعيين موظفين برتغاليين في أنحاء مملكته لجمع الضرائب مما أثر على اقتصاد هرمز ونتيجة هذا الموقف البرتغالي تبين للهرمزيين أن موقفهم من احتلال البحرين ذهب بلا معنى ولا فائدة تذكر. وتم إعلان العصيان المدني من قبل حاكم هرمز ووزيره في شهر نوفمبر 1521م وحوصرت القلعة البرتغالية في هرمز وهجم الثائرون على المصالح البرتغالية وشنقوا روي بالي وعلق على إحدى أشجار القلعة في هرمز. وكانت ردة فعل الملك دون جوان سريعة وغاضبة على العصيان الهرمزي فعزل دي سكويرا وعين دون دوارت دي منزيس الذي بادر بإرسال تعزيزات إلى هرمز وفكوا الطوق عن القلعة وتعرضت هرمز للحرق والتدمير وفر تورنشاه الى قشم، حيث قتل هناك وعين أحد أبنائه الصغار على هرمز... * يتبع
مشاركة :