إضاءات حول تاريخ البحرين (5)

  • 4/17/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ويواصل الدكتور مراد الجنابي بحثه الرصين عن تاريخ البحرين الحديث فيتناول تاريخ الحملات البرتغالية ضد البحرين ويؤكد أن البرتغاليين اهتموا بموضوع احتلال البحرين بعد سيطرتهم على هرمز 1507م. ففي عام 1508 م أكد دلبوكيرك في رسالته للملك البرتغالي مانويل الثاني على ضرورة السيطرة على سواحل الخليج العربي، وتحكمه بهرمز والبحرين، لكن الظروف لم تكن مناسبة لدلبوكيرك بسبب عدم موافقة نائب الملك في الهند وانزعاج قباطنته من التدخل العسكري في الخليج العربي. لكن بعد وفاة الملك الهرمزي سيف الدين، ووزيره خوجه عطار 1513م، امتنع الجبور عن دفع الإتاوة السنوية لهرمز مما أغضب البرتغاليين ودفعهم لغزو البحرين. وأرسل دلبوكيرك نائب الملك خطابا مهما إلى ملك البرتغال يخبره بأنه يتمنى غزو البحرين وانتزاع اسم محمد منها بقوله: وذلك لأن البحرين أمرها عظيم وهي منطقة جد غنية يكثر فيها اللؤلؤ. وكانت غاية دلبوكيرك من غزو البحرين هي القضاء على الإسلام في معقله وتخريب الأماكن المقدسة في الحجاز ووعد بسرعة احتلالها مع القطيف. وأرسل دلبوكيرك جيشه إلى البحرين بقيادة ابن أخيه بيرو دلبوكيرك إلا أن الرياح العاتية وضحالة المياه بالقرب من سواحل البحرين منعته من الوصول إلى البحرين وعاد أدراجه خائبا إلى هرمز. وفي عام 1518م قاد نائب الملك البرتغالي الجديد دييغو لوبيز سكويرا حملة عسكرية على هرمز يطالبهم بدفع الإتاوة وتبرير تأخرهم في دفعها لهم، واخبر تورنشاه حاكم هرمز أن السبب في عدم دفع الإتاوة يكمن في امتناع حاكم الإحساء والبحرين الأمير مقرن عن دفع الإتاوة إلى هرمز، فاتفق الطرفان في فبراير 1520 م على غزو البحرين عسكريا. وقام الأمير مقرن حاكم البحرين باستعدادات بحرية تميزت بصناعة السفن الشراعية السريعة المجهزة بالمدافع وقام بتدريب جنوده بالتعاون مع بعض الفنيين من الجيش العثماني مما زاد قلق البرتغاليين من هذا التعاون مع وجود القوات العثمانية في المنطقة. ولتفويت الفرصة من قيام تحالف بين الجبور والعثمانيين سارع البرتغاليون إلى التفكير بغزو البحرين والقطيف واحتلالها وبناء قلعة في كل منهما، ولكن يصعب على سفنهم الكبيرة الوصول إلى السواحل البحرينية لضحالة المياه حول الجزر ووجود حجر الفشوت. وقرر البرتغاليون والهرمزيون تدشين حملة غزو بقوارب صغيرة لا تعيقها المياه الضحلة في البحرين ولا يمنعها حجر الفشوت من التقدم فبدأت الحملة البرتغالية الهرمزية المشتركة بقيادة جومز دي سوتومايور في شهر سبتمبر من عام 1520م بثلاث سفن شراعية ذات مجاذيف تحمل 120 بحارًا برتغاليًا، وأربعين زورقًا من هرمز ذات مجاذيف تحمل 1200 جندي هرمزي ومعهم بعض الخيول للمعارك البرية. لكن الرياح الغربية شتت الحملة مما اضطرت بعض السفن من العودة إلى هرمز إلا أن القائد البرتغالي وصل إلى الجزيرة مع 60 جنديًا هرمزيًا وستة جنود برتغاليين وتوغل في الجزيرة إلى أن وصل إلى مسجد الخميس دون مقاومة والسبب هو وجود الأمير مقرن في موسم الحج، وعاد القائد البرتغالي إلى هرمز بعد فشل حملته... يتبع

مشاركة :