ويعرج الدكتور مراد الجنابي في محاضرته القيمة حول تاريخ البحرين الحديث إلى الحملة الرابعة بقيادة سيماو داكونها عام 1529م، فيقول بأن الملك البرتغالي دون جوان قرر عزل نائبه على الهند بسبب الفساد والتلاعب بالمال العام. فقد استأثر وزير هرمز شرف الدين بإيرادات هرمز، وتوقف قريبه بدرالدين بالي في البحرين عن دفع الإتاوة السنوية منذ فترة. فقام الملك دون جوان بإجراءات رادعة وتغييرات إدارية واسعة وأحال الوزير الهرمزي للمحاكمة مع لوبو فاز المتهم بالفساد المالي. ثم أمر الملك بتوجيه حملة عسكرية على وكيل هرمز في البحرين الذي أعلن تمرده بعد إحالة شرف الدين وزير هرمز إلى المحاكمة، وكانت الحملة بقيادة داكونها وجنود الجيش البرتغالي. وكانت القوة الهاجمة مكونة من خمس سفن حربية عليها 400 جندي بقيادة سيماو داكونها الذي توجه للبحرين في سبتمبر 1529م وقصف القلعة لمدة ثلاثة أيام نفذت بعدها الذخيرة فطلب المدد من هرمز. وقد تفشّت الحمّى بالجيش البرتغالي ومات 200 جندي بسببها، مما دفع الجيش البرتغالي للانسحاب من سواحل البحرين ومات بقية الجنود بسبب المرض. وحكم البحرين منذ عام 1529م وحتى 1577م جلال الدين مراد محمود شاه الذي تميزت البحرين في عهده بالاستقرار والازدهار. بعدها ينتقل الدكتور الجنابي إلى الحديث عن أسباب انهيار الوجود البرتغالي في الخليج العربي فيؤكد أن ذلك راجع إلى قلة العنصر البشري، وبعد المسافة بين لشبونة ومستعمراتها، وسياسة البرتغاليين القائمة على البطش والقسوة والتنكيل، وظهور القوى الأوروبية المنافسة للبرتغاليين في مطلع القرن 17م، وسياسة احتكار السلع الشرقية ومنعها من الوصول إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، بالإضافة إلى سيطرة الأسبان على البرتغال خلال الفترة من 1580م إلى 1640م، واحتكار الحكومة البرتغالية للسلع المربحة، وعدم فتح مجال الاستثمار أمام التجار البرتغاليين، بالإضافة إلى تفشي الفساد في النظام الإداري وانتشار الرشوة وعدم الانضباط بين ضباط البحرية البرتغالية، ووجود معظم المستعمرات البرتغالية على السواحل. ثم يتناول الدكتور مراد الجنابي قضية طرد البرتغاليين من البحرين عام 1602م، فيقول بأنه في عام 1602م اغتال ركن الدين مسعود شقيق وزير هرمز حاكم البحرين الهرمزي المعين من قبل البرتغاليين، وتعاطف الشعب مع الثورة لكراهيتهم للبرتغاليين بسبب الاحتكار وطمع الجنود البرتغاليين. وبعد التمرّد شرع البرتغاليون بحملة عسكرية لاسترجاع البحرين ووصلت سفن حربية كبيرة من الهند، واستنجد ركن الدين مسعود بحاكم شيراز إمام قلي خان لتجنب المواجهة مع البرتغاليين. وأرسل الشاه عباس الكبير جيش قوامه 5000 مقاتل إلى بندر عباس بغية جذب أنظار البرتغاليين عن البحرين. وأرسل حاكم شيراز حملة فارسية إلى البحرين لتوطيد الحكم الفارسي فيها بقيادة معين الدين فالي الذي غدر بركن الدين مسعود وقتله وأعلن خضوع البحرين للحكم الفارسي.. وفشل البرتغال في استرجاع البحرين لا سيما وأنها شغلت بمواجهة الحلف الصفوي البريطاني الساعي لإنهاء الوجود البرتغالي في المنطقة والسيطرة على طريق التجارة في الخليج العربي... يتبع