إضاءات حول تاريخ البحرين (4)

  • 4/14/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ويستطرد الدكتور مراد الجنابي في محاضرته التاريخية ويعدد مواقف القوى الإسلامية من الغزو البرتغالي للخليج، ويتحدث في البداية عن واقع حال القوى الإسلامية فيؤكد أنها كانت ثلاث قوى رئيسية آنذاك هي المماليك في مصر والشام والحجاز واليمن، والعثمانيون في الأناضول والبلقان، والدولة الصفوية في فارس وأجزاء من العراق، وكان الصراع السياسي والعسكري والتجاري والاقتصادي محتدم بين هذه القوى الإسلامية. ويوضح أن الخلافات بين الدول الإسلامية ساعدت البرتغاليين على تحقيق أهدافهم الاقتصادية والسياسية والتجارية ومكنتهم من التحالف مع بعض هذه القوى ضد بعضها الآخر. وقد استغلت البرتغال التناقضات المذهبية والسياسية بين القوى الإسلامية لترسيخ إمبراطوريتهم في الشرق الإسلامي على الرغم من مواجهة العثمانيين لهم وبكل الوسائل، لكن السيطرة البحرية للبرتغاليين مكنتهم من فرض وجودهم وتحقيق نفوذهم في المنطقة. وكانت نهاية دولة المماليك على يد الخلافة العثمانية في معركة مرج دابق ببلاد الشام 1516م وقتل فيها السلطان الغوري، وبسطت القوات العثمانية يدها على مصر عام 1517م لتواجه البرتغاليين في البحر الأحمر وجهًا لوجه. وفي عام 1500م تمكن الشاه إسماعيل الصفوي من تأسيس الدولة الصفوية التي امتدت لتشمل الساحل الشرقي للخليج العربي وبعض أجزاء العراق. وتزامن نجاح امتداد الدولة الصفوية مع النجاح الذي حققه البرتغاليون بالسيطرة على منطقة الخليج العربي واحتلال جزره. ويؤكد الدكتور الجنابي بأن الصفويين لم يصطدموا بالبرتغاليين أبدًا بسبب انشغال الصفويين بالحرب مع العثمانيين في العراق من جهة وتنسيق مواقفهم السياسية مع البرتغاليين من جهة أخرى، وقد انتصر الخليفة العثماني سليمان القانوني على الدولة الصفوية في معركة جالديران 1514م وتحرر العراق من قبضة الصفويين وسقطت عاصمة الدولة الصفوية تبريز بيد العثمانيين. وبعد الهزيمة مال الصفويون إلى التحالف والتعاون مع البرتغاليين على أمل الاستعانة بهم ضد العثمانيين في الحروب القادمة. وسارع البرتغاليون إلى التفاوض مع الشاه إسماعيل الصفوي لفتح جبهة مشتركة ضد الخلافة العثمانية، وحرص البرتغاليون على استمرار العلاقات الودية مع الصفويين لكسب حيادهم وضمان عدم قيامهم بأي نشاط عسكري ضدهم في الخليج العربي. ووجه الخليفة العثماني السلطان سليمان القانوني واليه على مصر سليمان باشا بالتوجه إلى المحيط الهندي للقضاء على النفوذ البرتغالي في الخليج العربي وضمان حماية الديار المقدسة في الحجاز. ونجحت حملة سليمان باشا في إبعاد الخطر البرتغالي عن البحر الأحمر وعن شبه الجزيرة العربية لكنها كانت محدودة بالنسبة إلى تحرير الخليج العربي. وفي عام 1534م بسط العثمانيون نفوذهم على البصرة وإقليم الإحساء وأصبحت لهم طموحات ببسط نفوذهم على الخليج العربي وتحريره من الاحتلال البرتغالي. وعندما جاء عام 1552م جهز العثمانيون حملة بقيادة الريس بيري للاستيلاء على البحرين ومسقط وهرمز وتدمير القوات البرتغالية في هرمز، ولكن استعدادات الأسطول البرتغالي أحبطت الحملة. أما في عام 1559م فقد جهز العثمانيون حملة أخرى بقيادة علي شلبي وحققوا انتصارات في بداية الحملة لكن البرتغاليون ردوا الأسطول العثماني عن البحرين... يتبع.

مشاركة :