كتبت عن "حرق المراحل" وأوجزت حينها الحديث عن اعتقاد (البعض) قدرتهم على تسريع وتيرة الوصول للهدف (الحلم) من خلال منصات الاعلام الجديد كما يحلو للبعض تسمية برامج ومواقع السوشيال ميديا. قُلت لا يتوجب سوى القيام بحركات أو إيماءات مصحوبة بكلام ارتجالي ملغوم بمفردات مغرقة بالمحلية البحتة يقول فيه أحدهم/إحداهن رأياً حول قضايا كبيرة تخص المجتمع بل وفي بعض الأحيان السخرية من أحداث سياسية أو كوارث عالمية بأسلوب هو أقرب للسذاجة. ثم يشتهر/تشتهر هذا الأحدهم فتنفتح له/لها الأبواب من حيث لا يحتسب (عم معيض مثالاً). شبابنا حين يرون تلك المكاسب المزيّفة التي صنعت النجوم وطرق الوصول الى الشهرة والثروة حتماً سيفكرون 1000 مرّة بالتنبلة وسيعيدون النظر بحكاية الدراسة والامتحانات ثم معركة البحث عن مقعد جامعي وأخيراً تسوّل الوظيفة (مالنا ومال كل هذا الغثا) هنالك أكثر من طريق يمكن أن يوصل إلى الشهرة والمال من ضمنها برامج تلفزيون الواقع المسخ ومواقع السوشيال ميديا على اختلاف مسمياتها. للعلم فأنا لستُ بشكل قطعي ضد برامج التلفزة الحديثة أو ما يُعرض في السوشيال ميديا كما أنني لستُ ممن يُطالبون بالحجر على عباد الله وما يفعلون فهذا قطعاً شأنهم وحدهم وشأن من يتولاّهم ولكنني ضدّ تسمية الأشياء بغير مسمياتها، فالنجاح الحقيقي يُفترض أن يقال بأنه لن يتحقق إلا بالعمل الشاق والكدح أما التنبلة فلن تؤدي إلا إلى مزيد من العطالة والضياع فلا تسوّقوا لبضاعةٍ كاسدة بدعوى البراءة والترفيه وكأنكم لا تعرفون نتائج ترويجها! نرجوكم فكّروا جيداً من أجل أجيال المستقبل الذين ضيّعتهم التنبلة. ضمن هذا السياق سأُذكّر بالقصة القصيرة جدا(ق.ق.ج) للكاتب الألماني جونتر برونو فوكس المتوفى عام 1977م بعنوان (جواب تلميذ) نَشَرتْ ترجمتها سلسلة إبداعات عالمية تقول القصة: - "من هو التنبل وكيف يتصرّف؟" - سألتُ أنا التلميذ الذي تصدى للإجابة فقال: "التنبل هو إنسان المستقبل، وإذا زاول التنبل التنبلة مستقبلاً، فإن ذلك سوف يُفضي إلى ثورة تُحرز انتصارات رائعة لا يجرؤ أن يحلم بها أيّ شخص هذه الأيام"!! انتهت القصّة. aalkeaid@hotmail.com لمراسلة الكاتب: aalkeaid@alriyadh.net
مشاركة :