اللوحات الإعلانية أهم من الإنسان أحياناً - عبد الله إبراهيم الكعيد

  • 10/22/2014
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

لم تدخل اللوحات الإعلانية في الشوارع والطرقات هنا إلا في وقت قريب قياساً لوجودها في المجتمعات والبلدان الأخرى. وحتى صناعة الإعلان نفسها تعتبر حديثة نسبياً لدينا. وليتها حين ازدهرت وأصبح لها شأن كانت بأيدٍ سعودية لكنها كانت بأيدي أناس وجدوا الدجاجة التي تبيض ذهباً، فانفتح السوق لدينا على آخره لاستيعاب كمية الإعلانات المهولة التي تطالعنا في كل مكان وعبر مختلف الوسائل الاتصالية والإعلانية. لابد من إيضاح حقيقة أن المصروف على الإعلانات في السوق السعودية بالمليارات من الريالات حيث تعتبر من أكبر الأسواق العربية في هذه الصناعة. صحيح أن لدينا شركات إعلان سعودية أو برأس مال سعودي لكن الواقع يقول إن نسبة من يعمل في هذه الشركات من أبنائنا منخفضة جداً ليس بسبب عدم تأهيلهم أو كفاءاتهم ولكن بسبب سيطرة جنسية معروفة اشتهرت (بذرابة) اللسان وحلو الكلام فسيطرت على السوق. ما علينا.. دعوني أقول لكم الهم الحقيقي الذي يرافق وجود تلك اللوحات الإعلانية الضخمة منها والصغيرة الموجودة في شوارعنا وطرقاتنا حيث قد نختلف عن غيرنا في مواصفاتها ومواقعها وأسلوب الإعلان فيها خصوصا تلك التي على ضفاف الطرق الدائرية والسريعة. أذكر بأن وزارة النقل وهي المشرفة على إنشاء وصيانة وتشغيل تلك الطرق كانت تعارض الترخيص لشركات الإعلان في زرع اللوحات كما هي الغابات الآن. إذ خطورتها تكمن أولاً في جذب انتباه مستخدمي الطرق وإشغالهم عن التركيز عما يدور على الطريق فتقع الحوادث وتقفل الطرق وترتبك حركة السير وتضيع أوقات الناس هدراً. وفي أحسن الأحوال إذا لم يحدث هذا فأي خروج لمركبة عن الطريق العام لأي سبب فالمصيدة تنتظره وهي تلك الحواجز الفولاذية التي تحيط بقواعد وجذوع تلك اللوحات لحمايتها وهو ما يعني زيادة الخطورة على من في المركبة. ربما نقبل الحماية لأن تلك اللوحات من الممتلكات (الخاصة) عالية الثمن ولكن حياة إنسان واحد لا تقدّر بثمن. حسناً.. من الذي صرّح بهذا الاستهتار بحياة الناس؟ لا أحد يدري! هل هناك جهاز رقابي يقوم بالتفتيش على وسائل السلامة وخصوصاً موقع تلك اللوحات وهل تشكّل خطورة على مستخدمي الطريق؟ لا أظن. هل يمكن تصحيح الوضع حماية لأرواح الناس؟ نعم تقوم جهة الاختصاص بالتأشير على اللوحات المخالفة لتتولى الرافعات والأوناش بقية المهمة وسلامتكم.

مشاركة :