مُنذُ أَنْ انتَشَرَت قَضيّة «محمد نور»، واستخدَامه للمُنشّطَات، كُنتُ والصَّديق «علي العلياني»؛ في برنَامج «يَا هَلا بالعَرْفج»، مِن دُعاة التَّفَاؤل وإحسَان الظَّنّ، وحَمْل الأمُور عَلَى الخَير، استجَابةً لمَقَاصِد الشَّريعَة وأوَامر الدِّين، ومُنطلقَات العَقْل والنَّقْل..! مُنذُ البدَاية كُنَّا -علي وأنا- نَتسلّح بأشهَر مَقولة قَانونيّة، وهي «المُتّهم بَريء حَتَّى تَثبُت إدَانته»، وهَذا المَوقف لَيس خَاصًّا باللَّاعب «نور» وَحده، إنَّمَا يَنطَبق عَلى كُل مُتّهم؛ لَم تَثبُت إدَانته بَعد..! بَعد ذَلك دَعونَا نَفتح صَفحة «محمد نور»، هَذا اللَّاعِب الذي دَخل عَلى تَاريخنا الكُروي ذَات لَيلة، فأصبَحت رَائِحة ذَلك التَّاريخ «لِعبًا وفَنًّا وإبداعًا»، هَذا مَا يَخصُّ الكُرَة بشَكلٍ عَام، أمَّا مَا يَخصُّنا نَحنُ جَمَاهير الاتّحاد، فقَد كَان «نور» هو الشَّمعَة التي أضَاءت التَّاريخ الاتّحَادي، حَتَّى أصبَح «نور والبطُولَات» وَجهين لعُمْلَةٍ وَاحِدَة، لَا تَستطيع التَّفريق بَينهما..! قَبل «نور»، كَان الاتّحاد فَقير البطُولَات، ويَتعثّر في الظُّلمَات، حَتَّى جَاء الكَابتن «أبو نوران» بنُورهِ الكُروي؛ وأشعَل المُدرّجات، فحَقَّق الاتّحاد الثُّلاثيّات والرُّبَاعيّات والخُمَاسيات، وكَأنَّ القَدَر أخرَج هَذا اللَّاعب الأسمَر؛ ليُحقِّق للاتّحاد البطُولَات، ويُعوِّضه عَمَّا فَات..! يَا قَوم، «محمد نور» لَيس لَاعبًا عَاديًا، بَل هو قُدوَة، والإسَاءة إليهِ هي جَرحٌ في ذَاكرة جِيل كَامل، استضَاء بإبدَاعَات «نور»، وتَربَّى عَلى تَمريراته وأهدَافه، وتَنقُّلاته عَبر المُستطيل الأخضَر..! أكثَر مِن ذَلك، «محمد نور» مُواطن سعُودي، لَه أُسرة وأقَارب وأحبَاب، وهو فِي آخِر أيَّامه الكُروية كلَاعب، وأوّل أيَّامه في التَّدريب، لذَلك كُفُّوا عَن الإسَاءَة إليهِ، ودَعونا نَحتفل بمِسْك الخِتَام، لخِتَام المِسك..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أنْ نَحمد الله -جَلَّ وعَز- الذي أَوعَز إلَى «لَجنة الاستئنَاف السُّعوديّة لقَضَايَا المُنشِّطَات»؛ بأنْ تَكتفي بمُدّة الإيقَاف المُؤقَّتة، ليَعود «نور» إلَى المَلاعب مِن جَديد، ويُمتِّعنَا بِمَا حُرِمْنَا مِنه في الفَترَةِ السَّابِقَة، وإنْ كُنتُ أَحْمَل في حَلقي غصّة؛ مِن أُولَئِكَ الذين وَضعوا أَنفسهم قُضَاة، وحَاولوا أَنْ يُدينوا «نور»؛ حتَّى قَبْل الفَصْل في القَضيّة، وكَأنَّهم سيَستفيدون شَيئًا مِن إدَانتهِ، أو كَأنَّ «محمد نور» كَابوسًا يَجثم عَلى صدُورهم، أَو أسَاء إليهم في يَومٍ مِن الأيَّام..! «يَا نور»، عُد إلَى المَلاعب بقوّة، فعَودتك -بَعد أَنْ حَاربك أَعدَاء النَّجَاح- تُخرجك مِن هَذه الكَبْوَة مُنتصرًا، لتُثبت للجَميع أَنْ عَطَاءَك لَن يَنتهي..!!. تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com
مشاركة :