لمى الروقي: مأساة تتكرر | أ.د. سالم بن أحمد سحاب

  • 1/13/2014
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

مأساة لمى الروقي (فتاة البئر) تؤكد فداحة التهاون بمبدأ (درهم وقاية خير من قنطار علاج). وحتى القنطار أحياناً لا يفيد ولا يجدي ولا يعيد الحياة للصغيرة لمى ولا لعشرات غيرها. ترك الآبار المهجورة مفتوحة بلا ردم ولا تسوير أشبه ما يكون بترك برميل بارود مفتوح قرب محطة بنزين. في نظري تلك جريمة وهذه جريمة، وشبيه بها ترك خزانات المياه والصرف الصحي مفتوحة، خاصة في المباني تحت الإنشاء. درهم الوقاية يتطلب تجريم هذا الإهمال المتعمد، أو هو الكسل الذي لا يُحتمل، فعملية تسوير البئر أو تغطية الخزان تغطية سليمة آمنة لا تكلف إلا ريالات قليلة. وحتى لو كلفت آلاف الريالات، فإن حياة الآخرين أهم وأعظم. اليوم يتم تغريم من لا يربط حزام السيارة 300 ريال في حين لا يُغرم هؤلاء المهملون المفرّطون في حقوق غيرهم. بالله من هو أشد جرماً وأعظم ذنباً.. ذلك الذي لا يربط حزامه فيضر نفسه لا غير، أو ذلك الذي يهمل أمر بئر أو خزان فيسقط فيه بريء فيموت أو يصاب؟ وحتى كثير من الشركات المتعاقد معها رسمياً تمارس إهمالاً من النوع ذاته لأنها باختصار شركات عشوائية لا تؤمن بجودة ولا تعترف بإجراءات للسلامة، بل هدفها الأسمى توفير المال إلى أقصى ما يمكن. وبعضها قد يُعذر لأنها المقاول رقم 20 من الباطن الذي يصله جزء من 20 من أصل المبلغ المخصص للمهمة المحددة. في الباحة وحدها 1700 بئر غير مسورة (المدينة 5 يناير) أي ثمة 1700 مصدر خطر قائم لتكرار حالة لمى الروقي، ومثلها كثير في مناطق أخرى، فهي إما بئر أو خزان للماء أو للصرف الصحي، أو هو حفرة حفرتها شركة من ماركة أبو كلب التي تعلمون. كيف تسمح البلديات بحفر بئر دون توثيق بيانات صاحبها وتحميله مسؤولية أي حوادث يتعرض لها الآخرون! وأما الآبار المهجورة فلابد من حصرها واتخاذ اللازم حيالها على نفقة أصحاب الأراضي التي تتوسطها. مشكلتنا مع الإدارة الورقية أنها لا تحب الزيارات الميدانية ولا اتخاذ الإجراءات النظامية التي قد تغضب فلاناً أو زعطاناً. وين الوقاية يا جماعة؟ salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :