حافظوا على مصر ولا تدمروها - هاشم عبده هاشم

  • 5/2/2016
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

•• لم تكن أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتورة هدى عبدالناصر.. مجرد مواطنة مصرية.. أو باحثة جامعية معنية بالنواحي العلمية والأكاديمية الصرفة فحسب.. وإنما هي في البداية والنهاية بالإضافة إلى كل ذلك ابنة الزعيم التاريخي جمال عبدالناصر.. ووريثة مرحلة هامة من مراحل تاريخ مصر الحديث.. •• وهي عندما كشفت الأسبوع الماضي في مقال صحفي هام لها عن وثيقة تحتفظ بها من مخزونات الأب والزعيم عن ملكية المملكة لجزيرتي (تيران وصنافير) فإنها قررت بذلك حقيقة تاريخية موثقة.. وغير قابلة للجدل.. أو التشكيك.. ولا كان يجب أن يثور حولها كل ذلك الضجيج الذي شهدناه في الأسابيع الأخيرة.. من قبل بعض المناهضين للوضع في مصر.. رغم حاجة بلادهم الملحة إلى الاستقرار والتكاتف ومعالجة كل الأمور بحكمة وروية وهدوء ومن خلال القنوات الدستورية المعروفة. •• قالت الدكتورة هدى إن هذه الوثيقة الرسمية تؤكد سلامة الإجراء الذي اتخذته الحكومة المصرية.. وتعرفه وتعترف به المنظمات الإقليمية والدولية وتقر به الدولة المصرية.. وإن ظروفه كانت معروفة.. سواء عند وضع إسرائيل يدها على الأراضي الفلسطينية.. أو بعد العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956م.. عندما اتفقت مصر والمملكة العربية السعودية على إدارة مصر للجزيرتين في إطار المفاوضات التي جرت بينها وبين إسرائيل في فترات مختلفة.. وجاءت اتفاقية كامب ديفيد بعد حرب 1973م.. لتصبح جزءاً من تلك المفاوضات.. بين مصر واسرائيل مع معرفة الكل واعترافهم بأنهما سعوديتان.. •• وبالرغم من أن هذه القضية تعتبر قضية محسومة.. وانه لا خلاف أبداً بين الدولتين الشقيقتين.. إلا أن عناصر الشر أرادت بافتعال إثارة هذا الموضوع.. تعطيل خطط وبرامج التعاون الموسع بين الدولتين.. وهي خطط وبرامج سوف تعود بالخير العميم على مصر نفسها بصورة أساسية وكذلك على المملكة أيضاً.. •• وكما نحن نعلم جميعاً.. فإن الجسر الجديد الذي يربط بين المملكة ومصر مروراً بهاتين الجزيرتين يمثل صلة اتصال جديدة وقوية بين بلدين وشعبين شقيقين يمر التعاون بينهما بأجمل فتراته لمواجهة الأخطار المحدقة بالمنطقة وبجمهورية مصر العربية على وجه التحديد.. •• وإذا كان هذا النمط الفعال في دعم مصر.. وتحريك الأنشطة السياحية والتجارية فيها قد أزعج أعداء مصر من الداخل والخارج لأنهم كانوا حريصين على عدم تمكين مصر من الاستقرار وتنظيف البلاد من التنظيمات والأطراف والقوى التي أفسدت كل شيء فيها على مدى قرون.. وكادت تدخلها في غياهب المجهول قبل مجيء السيسي إلى السلطة في أعقاب المرحلة الانتقالية التي مرت بها، فإن أبناء مصر.. (معظم أبناء مصر) يدركون أن هذه الهجمة الشرسة تهدف إلى الحيلولة دون ان تقوم لبلادهم قائمة سواء من قبل الإخوان المسلمين.. أو من قبل الآخرين من المغرر بهم.. أو من بعض الانتهازيين الذين حاولوا تسلق سلم السلطة بطريقة أو بأخرى ففشلوا.. وخابت بفشلهم أحلامهم وتطلعاتهم في التحكم في أمور بلادهم بفضل الله أولاً.. ثم بوعي أبناء مصر الكنانة.. •• بقي شيء.. واحد أريد قوله هو: •• إن المملكة التي تسعى بكل ما تستطيع من جهد مخلص إلى استرداد هذه الأمة لمكانتها واستحضار أمجادها.. وبناء قوتها الذاتية الضاربة بالمزيد من التحالفات ودمج السياسات والمصالح والقدرات.. مضحية بالكثير في هذا السبيل، المملكة بهذه التوجهات القومية.. لا يمكن أن تستحوذ على أرض هنا.. أو ممر مائي هناك.. لأن أمامها أهدافاً قومية عريضة هدفها تحقيق الحلم الذي تطلعنا إلى تحقيقه على مدى قرون وهو "إقامة أمة عربية موحدة".. •• وما ينتظره الجميع هو أن يضع المصريون جميعاً أمامهم مستقبل بلادهم الآمن.. والمستقر نصب عيونهم حتى ينتصروا على كل من يريدون بها شراً.. وسوف نكون نحن وأبناء مصر الشرفاء معاً في المواجهة لكل من لا يريد لبلادهم النهوض من كبواتها واسترداد مكانتها الطليعية في المنطقة والعالم. *** ••ضمير مستتر: •• (الفارق كبير بين المخلصين لأوطانهم.. والمدافعين عن حقوقها والراغبين في تأمين سلامتها.. وبين من يتاجرون بها.. ويسعون إلى إثارة الفتنة في داخلها لكي تذهب تلك الأوطان إلى المجهول).

مشاركة :