من ذا الذي لا يهتم لما يجري في الجار "اليمن" العزيز على قلوبنا، ونحن نرى قوى خارجية تسعى إلى تعكير صفو أمنه، وتمزق نسيجه الاجتماعي، وتنمي في بعض مكوناته الشعور المذهبي، أكتب هذا ردًا على التعليقات التي صاحبت مقالي الأسبوع الماضي بعنوان: (اليمن إلى أين؟) والذي أعادت نشره بعض الصحف اليمنية، وهي تعليقات لا يلتفت إليها بوصفها صادرة عن حاقدين وحاسدين لنعمة الأمن التي نتفيأ ظلالها في هذا البلد الأمين، لقد أجهضت المبادرة الخليجية قبل بضعة أعوام حربا أهلية كانت ستعصف باليمن، بعد أن ألفت بين الفرقاء وقامت بإصلاح ذات البين، وطرحت حلولا ارتضاها الجميع كان نتاجها ذلك الاستقرار الذي شهدته اليمن طوال الأعوام الثلاثة الماضية، ويأتي التصريح الأخير لمندوب الأمم المتحدة "ابن عمر" الذي قال فيه: "إن المبادرة الخليجية والآلة التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن تشكل مرجعية لحل جميع النزاعات"، ليبرهن على أن الحل لهذا الصراع المتجدد هو في العودة إلى خارطة الطريق التي قدمتها دول مجلس التعاون. العقول المتحجرة غير مقتنعة بأن إيران تلعب دورًا كبيرًا في إشعال فتيل هذه الفتنة وتغذيها لمطامع لها، وأن الحوثيين ليسوا إلا رأس حربة تستغلهم إيران لمشروعها المستقبلي في اليمن، ولذلك سعت ما أمكنها لإعاقة الجهود الخليجية الهادفة إلى تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وفي المقابل فإن أبناء اليمن الواعين من ذوي الاطلاع يدركون بأن هناك دورًا إيرانيًا يعيق المساعي السلمية التي تبذلها القيادة اليمنية، ويعرفون سر تصاعد مطالب الحوثيين التي كانت محصورة في طلب إسقاط الحكومة وإلغاء الزيادة التي طرأت على المشتقات البترولية ومن ثم تحولت إلى مطالب غريبة يستدعى الوقوف عندها، مثل فتح مكتب لحزب الله اللبناني، وإعادة فتح المستشفى الإيراني الذي تم غلقه في صنعاء، وبناء جامعة خاصة بجماعة الحوثيين، وهذه المطالب التي استجدت لم تكن سوى عقبة أملاها الإيرانيون في طريق الحل وجهود المصالحة التي تقوم بها الأمم المتحدة حاليًا. إن ما يجري في اليمن يصعب التنبؤ به، فالحكومة تتقاسمها قوى وأحزاب نافذة لا تقبل بنظام أو مخرجات حوار، ويصعب على الرئيس مواجهتها، وإقالة حكومة وتشكيل أخرى جديدة ليست بيده كما ينص الدستور، الأمر الذي دعا الرئيس السابق علي عبدالله صالح -طبقا لما جاء في وكالة الأسوشيتدبرس- أن يوجه تحذيرًا للرئيس هادي بعدم إقالة مناصريه وضرورة احتفاظ أنصاره بأدوار قيادية في إدارة شؤون البلاد لضمان الاستقرار، وأعود مرة أخرى لأقول ليس هناك منتصر في هذا الصراع إذا ما تجاوز حده، فالسلاح موجود في كف كل يمني بالغ وقاصر، رجالا ونساء والأصابع مهيأة للضغط على الزناد متى ما صاح صائح بالحرب. hnalharby@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (24) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :