ذكرت الحياة (7 يونيو) على لسان العقيد عبدالعزيز كدسة المتحدث باسم المديرية العامة لمكافحة المخدرات أن المديرية عثرت على كمية تقارب 100 كيلو غرام من مادة الحشيش المخدر خلف إحدى محطات الوقود جنوب مدينة الرياض. وفي خبر آخر تمكَّن جمرك مطار الملك عبدالعزيز في جدة من إحباط تهريب 8090 حبة ترامادول المخدرة. طبعاً لا أحد يشك في أن الذي يتم اكتشافه وحظره هو جزء مما يتم تهريبه، فالذي يصل إلى الزبائن كثير. والدليل تزايد حالات المدمنين وعجز مستشفيات الأمل عن استقبال أعداد كبيرة من الباحثين عن علاج فضلا عن المدمنين بإصرار. طبعاً ليس من دولة في العالم تزعم أنها تنجح في هذه الحرب نجاحا باهرا أو كاملا. لكن ما حجم الضرر الذي يمكن أن تحدثه هذه الكمية الكبيرة؟ كيلو غرام واحد يساوي 1000غرام، أي أن المحصلة هي 100 ألف غرام! ولو علمنا بأن جزءاً من غرام واحد يكفي لبدء رحلة الإدمان الفتاكة، لأدركنا أن 100 كجم كافية لتوفير 200 ألف جرعة مخدرة تسبح بأصحابها في عوالم الوهم، وتنتهي بهم في عالم الإدمان حتى الممات أو العلاج لمن استنقذ نفسه أو استنقذه ربعه وأهله. وفي كل مرة تُضبط فيها كمية من مخدر، يتساءل كل غيور: مَن وراء هذا التهريب؟ ومَن وراء الترويج؟ ومَن المستفيد الصغير؟ ومَن المستفيد الأوسط؟ ومَن المستفيد الكبير؟ مَن هم أولئك المجهولون الذين تُساق لهم هذه الأموال المحرّمة الهائلة؟ وكيف يتم غسل هذه الأموال وضخها في دورة المال النظيف سواء في الداخل أو الخارج؟ هل هناك سهم أو أسهم يمكن تصويبها لشخصياتٍ محاطة بهالاتٍ من الألغاز والأسرار لا يمكن الوصول إليها مهما كُثفّت التحريات! هل الربط بين البداية والنهاية مستحيل لهذه الدرجة؟ هل ثمة مافيا محلية تُنسج حولها الأساطير والروايات كما هو حال (المافيات) المتأصلة في الغرب؟ كل هؤلاء الوسطاء يخدمون المستفيد الكبير بدءاً بالمهرِّب وانتهاءً بالمروّج، يأخذون الفتات والفضلات وهو يجمع ما سبق وما هو آت. اللهم احفظ بلادنا وشبابنا ودمّر (مافياتنا)، ولا تبقي منها ولا تذر! salem_sahab@hotmail.com
مشاركة :