• حالاتُ العناد و(المُجاكرة) والتصادُم التي تمَّ تداولها مؤخراً في عددٍ من شوارع مدننا ليستْ حالاتٍ فرديةً كما يظنُّ البعضُ بل تكررتْ بشكلٍ يومي وعلى مدارِ الساعة والمحزنُ أن نتائجَها كارثيةٌ تؤدي في بعضِها إلى الوفاةِ والإعاقةِ الدائمةِ ؟ •عند تحليلِ هكذا سلوكيات يحتارُ المرءُ في الفهمِ والإدراكِ.. فالبدءُ سخيفٌ ولا معنىً له مرورُ هذا ؟ أو السماحُ بحقِّ ذاك؟ غير أنَّ شيئاً ما يؤدي إلى كلِّ هذه السلوكياتِ الانفعاليةِ الخطيرةِ.. فهل مردُّ ذلك قلةُ وانعدامُ التربية داخلَ الأسرةِ؟ أم أنَّ القولونَ العصبيَّ متهيجٌ؟ أم أنَّها انعكاسٌ لبرامج الإعلام السطحية؟ أم أن ذلك ليس سوى انعكاسٍ لثقافةٍ عامةٍ؟ أم انعدامِ نظام..؟ • قد يأتي من يفذلكُ الأمورَ أو ينظرُ إليها علمياً ويقول هي كل ذلك.. بحيثُ لا يمكنُ فصلُ عاملٍ عن آخر.. فالتربيةُ الأسريةُ ليست سوى جزءٍ من الثقافةِ المجتمعيةِ السائدةِ كما أنَّ قلَّة أو انعدام الرقابة المروريةِ تساهمُ إلى حدٍ كبيرٍ في تحوُّلِ الفعلِ البسيطِ إلى سلوكٍ مُهددٍ.. • في أجيالِنا الماضيةِ لم تكن مثلُ هذه السلوكياتِ سائدةً كما هي الآنَ بل إن حدثتْ فهي نادرةٌ ومستهجَنة من الكُلِّ وهذا ما يدعو الى الدهشةِ والاستغرابِ فالمفترضُ ونحن مجتمعٌ مسلم وتقليديٌّ أن تكونَ سلوكياتُ «زمنِ الطيبين» جزءاً من سلوكياتِنا اليوميةِ بما يتناسب وأوضاعَ وظروفَ العصرِ.. لا أن تتمَّ معها القطيعةُ كما هي الآن فالحياءُ وحقُّ الآخرين حقوقٌ كانتْ مصانةً ومهابةً والتحولُ الوطنيُّ الحقيقيّ هو في إحداثِ تحولاتٍ جوهرية وراديكاليةٍ بإعادة هندسةِ المجتمعِ السعودي لتكونَ القيمُ والفضائلُ أسساً يبني عليها سلوكياتِه وتصرفاتِه اليوميةَ وحينها سنراه يبدعُ في كلِّ مجالٍ ويتحققُ تحوُّلٌ تنمويٌّ وأخلاقيٌ حقيقي aalorabi@hotmail.com
مشاركة :