ترسيخ القيم الإيجابية | عبد الرحمن سعد العرابي

  • 8/14/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

* في خبرٍ نشرتْه الصحفُ المحليَّةُ الأسبوعَ الماضي يقول «بأن وزارةَ التعليم اعتمدتْ تفعيلَ النشاطِ غيرِ الصفِّي في مدارسِ البنين والبناتِ في المراحلِ الدراسيةِ كافةً بواقعِ أربعِ ساعاتٍ أسبوعياً تبدأُ العامَ الدراسيَّ القادمَ وتتمُّ زيادتُها ساعةً في كلِّ عامٍ دراسي». * هكذا خبرٌ مفرحٌ جداً ليس فقط للمعنيين بالتعليمِ بل بكلِّ شرائحِ مجتمعِنا المحلي ففي ثنايا الخبرِ وبحسب رؤيةِ وزارةِ التعليم وهو ما أتفقُ معهم فيه، فإن هذا يعني بكلِّ بساطةٍ «رافداً من روافدِ العمليةِ التربويةِ والتعليميةِ بما تحملُ من أهدافٍ وقيمٍ واتجاهاتٍ» وأنَّه «يسعى إلى إكسابِ الطلابِ القيمَ والمهاراتِ والسلوكياتِ الحميدةَ ليكونوا شخصياتٍ مستقلةً تتصفُ بروحِ المبادرةِ والمثابرةِ والقيادة» * هذا ليس كلاماً إنشائياً أو تعبيراتٍ فذلكيةً بل واقعٌ عايشه مجتمعُنا خلال السنواتِ الماضيةِ فعندما كان النشاطُ غيرُ الصفِّي مُمَارَساً في كلِّ المدارسِ وفي كافةِ المراحلِ كانت المدارسُ عبارة عن شُعلةِ نشاطٍ وكانت تمثلُ حقيقةً ومعنىً وقيمةً كونُها مؤسساتٍ تعليميةً تربويةً وكان الطلابُ على قدرٍ عالٍ من المسؤوليةِ والاستفادةِ * لكن - وكم هي مؤلمةٌ هذه الـ «لكن»- ومع فترةِ ما عُرف بالصحوةِ بدأ تقليصُ النشاطِ غيرِ الصفِّي واختفتْ كثيرٌ من معالمِه فلم تعدْ حصصُ الرسمِ والفنِ موجودةً ولم تعدْ المسرحياتُ والاحتفالاتُ الموسميةُ تُقام ولم يعدْ للنشاطِ الكشفيِّ روحُه وحيويتُه السابقةُ بل المؤسفُ أنه تم تدجينُه وأدلجتُه ولم يعدْ للنشاطِ الرياضي حركتُه وشعلتُه فانعدمتْ المسابقاتُ واختفتْ المنافسةُ وتحوَّلَ الطالبُ والطلابُ إلى مخازنِ استقبالٍ * لا أخالفُ عُرفاً أو نظاماً أو آتي بجديدٍ حين أقولُ إن ذلك ساهمَ في زيادةِ حِدَّةِ التَّطرفِ بين الشبابِ وخلقَ تفكيراً أحادياً ضيَّقَ الرؤيةِ وانعكستْ آثارُ كلِّ ذلك في انعدامِ الفرحِ في المجتمعِ وخشونةِ طباعٍ ارتفعتْ معها نسبُ الطلاقِ والعنفِ والصراعاتِ الأسريةِ وتفكُّكِ الأُسرِ ولهذا أقولُ -وأنا بكاملِ قواي العقليةِ- إن خبراً بعودةِ النشاطِ غيرِ الصفِّي ليس مُفرحاً فقط بل ومبشِّراً بمستقبلٍ رائعٍ.. للتعليمِ وللمجتمعِ.. aalorabi@hotmail.com

مشاركة :