الزكوات وعدة تساؤلات ؟ | محمد سالم الغامدي

  • 6/24/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الزكاة تعد الركن الثالث من أركان الإسلام الخمسة لا يقوم الدين الاسلامي الا بها‏ يُقاتَلُ مانعوها‏ ويكفَّر جاحدوها والزكاة بمعناها اللغوي هي البركة والطهارة والنماء والصلاح‏‏ وسميت بهذا الاسم لأنها بحسب المعتقد الإسلامي تزيد في المال الذي أخرجت منه ‏ وتقيه الآفات‏ فيَطْهُر ويزيد كما قال تعالى ‏(‏خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم) ونعلم أيضاً أنها الركن الذي خصصت كل عملياته لدعم قيم التكافل والترابط والتراحم بين أفراد المجتمع. وحول هذا الركن العظيم وما ورد فيه من قيم ومبادئ وتعاليم نلقي الضوء على ميادين تطبيقه في مجتمعنا في هذه المرحلة الزمنية تحديداً فنقول إن الله سبحانه قد منح الكثير من أبناء هذا الوطن الثروات الطائلة التي تفوق عند جمعها مئات المليارات والتي يستوجب عليها دفع الزكاة كل عام ( بيني وبينكم قمت بحسابها افتراضياً على جهازي فلم يستطع حصر الرقم لمحدودية امكاناته) لكن المؤكد ان مبالغ زكوات تلك الأموال تمثل الكثير من المليارات التي تستطيع أن تحول كل الفئات المحددة شرعاً وهم الفقراء والمساكين والعاملون عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمون وابن السبيل وفي سبيل الله الى أغنياء . ولعلي بعد هذا العرض أطرح بعض التساؤلات ذات العلاقة وأوجهها الى كل من يهمه الأمر أفراداً أو مؤسسات فأقول : -إن تلك الأموال التي خصص مسارها الشرع ونحن من نلتزم بكل ضوابط الشرع في كل معاملاتنا فلماذا لا يخصص لها صندوق خاص ومعه هيكله الاداري والمحاسبي المنتقى من رجال الدين الموثوق بذمتهم بوزارة المالية نفسها التي تقوم بهذا الدور حالياً وتمارسه بأسلوب مشاع ؟ - لماذا لا تخصص الرسوم المفروضة على الأراضي حديثاً كزكاة من تلك الأراضي المملوكة من عشرات السنين لأفراد قد خصصوها للاستثمار وتقدر مساحاتها بآلاف الكيلومترات والمبالغ التي يمكن ان تحصل منها توضع في صندوق الزكوات ؟ -نعلم أن البعض من أبناء الوطن يمتلك مئات الملايين المستثمرة في البنوك أو المؤسسات الخارجية والمؤكد أن الزكوات تستحق عليها وهي أموال وطنية لاشك فلماذا لاتحصل زكوات تلك الأموال وتضاف الى صندوق الزكاة لتوزع على أهلها الثمانية من أبناء الوطن؟ - بدلاً من أن يقوم البعض من أولئك الأثرياء زادهم الله من رزقه بجعل منازلهم أو مكاتبهم ميداناً لتوزيع زكواتهم درءاً لعمليات الابتذال لإخوانهم الفقراء المنتشرين أمام تلك المنازل والمكاتب بصورة مزرية ومقززة يبرز فيها عامل الإهانة فلماذا لا يخصصون لهذا الغرض طرقاً أخرى يتوفر فيها حفظ الكرامة كأن تعطى مثلاً لهؤلاء بطاقات أو كروت مختومة يمكن أن تستلم من أي جهة أخرى كأن تكون على سبيل المثال عن طريق أئمة المساجد أو عن طريق مكاتب صغيرة موزعة في أرجاءالمدينة ؟ - لماذا لا نسمع صوت علمائنا الافاضل حول موضوع الزكاة التي تعد ركنا من أركان ديننا فالعديد من المواطنين يشكون العوز والحاجة المستوجبة لتلك الزكوات وهنالك الكثير من المخالفات حول جلب أموال تلك الزكوات وحول ادارتها وحول أساليب توزيعها و مخصصات الضمان الاجتماعي التي تخدم بعض الفئات المستحقة للزكاة مثقلة بالشروط والمواصفات والآليات المتعرجة لنيلها من قبل مستحقيها فهل نسمع صوت علمائنا في ذلك ؟ والله من وراء القصد.

مشاركة :