بمنظر بحري وجزء من قارب صغير، ومنظر لنخيل عُلّقت عليها حروف النوتة الموسيقية وجزء منه مكتوب عليها عناوين الأغاني "غدار يا بحر، بعدك حبيب، عذاب، راحت، توقعنا"، دخل الفنان القدير محروس الهاجري لمنصة مسرح جمعية الثقافة والفنون بالدمام شادياً بأغنيته الشهيرة "غدار يا بحر" ومرحباً بضيوف أمسية "قصة نجاح" التي أقامتها الجمعية ليلة أول أمس تكريماً للفنان الهاجري ولرفيقي دربه الملحن عبدالرحمن الحمد والشاعر جواد الشيخ. شكلت أغنية "غدار يا بحر" في الفترة الممتدة منذ عام 1978 نقلة نوعية للأغنية الخليجية، لتكون واحدة من الأغاني التي مازال أبناء جيل السبعينيات يتذكرونها بكل تفاصيلها الجميلة، وقدمت ضمن ألبوم غنائي للفنان محروس الهاجري الذي تحدث خلال الأمسية عن التعاون بينه وبين ملحنها الحمد وكاتبها الشاعر جواد الشيخ ومشيراً إلى أنه ليس التعاون الأول بينهم، حيث تعانوا قبل ذلك في عدة أغاني، لكنها كانت الأكثر نجاحاً ورواجاً. كاشفاً أن من أسباب نجاحها الكليب التلفزيوني الخاص بالأغنية والذي تم تصويرها حينها في شاطئ المنطقة الشرقية، وفي منطقة دارين. وتحدث الهاجري عن الصعوبات الإنتاجية التي واجهتهم أثناء تسجيل الأغنية في مصر، منتقلاً بالحديث إلى معاناته الوظيفية حيث اضطر لتغيير وظيفته التعليمية إلى وظيفة مدنية وبراتب أقل من أجل توفير وقت أكبر للفن، منوهاً أن الأغاني التي سجلها للإذاعة السعودية كانت عشر أغنيات فقط، أما بقية الأغاني فقد قام بتسجيلها على حسابه الخاص في أستوديوهات مصر، مشيداً بالأمسية التي أقامتها جمعية الدمام "والتي تعتبر اللفتة التكريمية الأولى". الملحن عبدالرحمن الحمد أوضح أن معرفته بزملائه الشيخ والهاجري تمت منذ بداية تأسيس جمعية الفنون الشعبية قبل تأسيس جمعية الثقافة والفنون فرع الأحساء وكان الحمد وقتها ملحناً للأغاني وكاتباً مسرحياً للعديد من المسرحيات التي شاركت داخل وخارج المملكة، مشيراً إلى أنه لم يستفد لا هو ولا زميليه الهاجري والشيخ مادياً من أغنية "غدار يا بحر" لأنها تسربت وتوزعت في الأستوديوهات قبل أن تطرح رسمياً، وحصل ذلك أثناء بحثهم عن شركة توزيع في الرياض متفاجئين أنها وضع لها إعلانات في جميع الأستوديوهات. كاتب الأغنية الشاعر جواد الشيخ أوضح أن كتابتها لم تستغرق ربع ساعة ولمرة واحدة ولم تعدل ولم يعاد صياغتها، موضحاً أن إلهام هذه الكلمات جاء من خلال سماعه لأغنية الفنان الكويتي عوض الدوخي عن معاناة البحر، لتسلم إلى الملحن عبدالرحمن الحمد ويقوم بصياغتها لتبرز معاناة الإنسان مع المجهول، مشيداً بقدرة الحمد التلحينية في تقديم العديد من الألحان لنفس الكلمات. وتحدث الثلاثة حول تفاصيل رحلاتهم التي لم تغب عنها الطرافة في الذكريات، في التسجيل والتنقل في السفر، وتحدثوا عن تحملهم السفر والتكاليف في التسجيل، ورغم أن الأغاني التي ارتبطت فيها أسماؤهم الثلاثة سوياً والمسجلة هي ست أغانٍ، إلا أنهم لم يبتعدوا عن بقية الأعمال الفنية التي قدمها الفنان محروس الهاجري. وشهدت الأمسية غناء للهاجري برفقة زميليه قبل أن تكرم إدارة الجمعية الروّاد الثلاثة بدروع تذكارية وبلوحات تشكيلية قدمت لهم إهداءً من الفنانين التشكيلين عبدالله الشيخ وعبدالرحمن السليمان وعبدالله المرزوق.
مشاركة :