الرفض والممانعة لعنف الملاكمة والمصارعة | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 7/11/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قَالَ شَيخُنَا «أبو سفيان العاصي» في وَاحِدَةٍ مِن تَجلّياته: إنَّ الرِّجَالَ يُحبُّونَ العُنفَ، ومَهووسُونَ بِهِ، لذَلك تَجدهُم يُطرَبُونَ ويَستَمتعُونَ؛ بمُتَابعةِ المُلاكماتِ والمُصَارَعَاتِ الحُرَّةِ، ويَعتبرُونَها ريَاضةَ «الرِّجَالِ المُفضَّلة»..! إنَّ كَلامَ شَيخِنَا، يَستوجبُ التَّوقُّف لنَسألَ أنفسنَا: لِمَاذَا يَحرصُ أَغلَبُ الرِّجَالِ -ولَيسَ النِّسَاءَ- عَلى مُتَابعةِ المُصَارعةِ والمُلاكمةِ، رَغمَ أنَّهَا ريَاضةٌ عَنيفَةٌ؟! وقَد تَطوَّعَ الصَّديقُ الكَاتِبُ «عبدالله باجبير»؛ بالإجَابَةِ فقَالَ في كِتَابِهِ «قُلْ لِي مَن أَنتَ؟»: (إنَّ المُلَاكمةَ ريَاضةٌ وَحشيَّةٌ، يَنتَصرُ فِيهَا الأشرَسُ والأقسَى والأقدَرُ؛ عَلَى إيذَاءِ الخِصمِ وتَحطيمِ ضلُوعِهِ، وتَمزيقِ لَحمِهِ، وإسَالةِ دِمَائِهِ.. وجَميعُ الأوسَاطِ الطِّبيَّةِ في العَالَمِ تُوصِي بإيقَافِهَا، بَلْ إنَّ دولاً كالسّويد والنّرويج، حَرَّمت المُلاكمةَ تَمَامًا، ومُنذُ عَامينِ، أَوصَت الهيئَةُ المُختصَّةُ بإصدَارِ التَّعليمَاتِ الصحيَّةِ؛ في الرَّابِطَةِ الطِّبيَّةِ بإنجلترَا؛ بإلغَاءِ هَذِه الرِّيَاضَةِ العَنيفَةِ، ولَكن «مَافيا» المُلَاكمةِ قَاومُوا هَذِه التَّوصيةَ، وقَامُوا بحَملةٍ إعلاميَّةٍ وَاسِعَةٍ، للإبقَاءِ عَلى مَا أَسمُوه: «رِيَاضة الرِّجَالِ المُفضَّلة»)..! والغَريبُ أنَّ اللَّجنَةَ الأُولمبيَّةَ الدَّوليَّةَ، أَقرَّتْ ريَاضةَ المُلَاكمةِ ضِمنَ مُنَافساتِهَا، التي تُقامُ كُلَّ أَربَعِ سَنوَاتٍ، حَيثُ تَصفُهَا اللَّجنَةُ بـ»الرِّيَاضَةِ النَّبيلَةِ»، ولَا أَدرِي هَل النُّبلُ يَقتصرُ -فَقَط- عَلى التزَامِ المُلاكِمِ بعَدمِ ضَربِ خصمِهِ تَحتَ الحِزَامِ؟ أَمْ أَنَّ إصَابةَ الخصمِ بارتجَاجٍ في المُخِّ، هو فِعلٌ في غَايةِ النّبالَةِ؟! والأكثَرُ غَرَابَةً أَنَّ المُصَارعَةَ بنَوعيهَا -الحُرَّة والمُقيَّدة- لَم تُضَفْ إلَى الألعَابِ الأُولمبيَّةِ الدَّوليَّةِ المُعتَمدةِ، رَغمَ أنَّها أكثَر رِقَّةً مِن المُلاكمةِ، وفِيهَا قَوانينُ كَثيرةٌ تَحمِي الخصمَ..! حَسنًا.. مَاذَا بَقِي؟! بَقِي أَنْ نُطالبَ بمُراجعةِ رِيَاضةِ المُصَارعةِ والمُلاكمةِ، ودِرَاسةِ نَفسيَّة مَن يُشاهد هَذين النَّوعَين مِن العُنفِ، وهَل مَن يُشَاهدهمَا مَريضٌ نَفسيًّا، يَشتَهي العُنفَ، ولَكنَّه لَا يَستطيعُ أَنْ يُمَارسَهُ، لذَلك يَستمتَعُ بمُمَارسةِ الآخَرينَ لَه؟! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :