الرفض الصريح لجريمة القديح | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 5/26/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

فَاجِعَة #القديح مَرَّت وانتَهَت، ولَا يَسعنا إلَّا أنْ نَترحّم عَلى مَن مَات، ونَتمنَّى الشِّفَاء العَاجِل لِمَن هو مُصاب، ونُعزِّي أَهلنَا وإخوتنَا الشِّيعَة، ممَّن فَقدوا عَزيزًا، أو أُصيبوا بمَكروه..! يَقول أحَد الفَلاسِفَة: (نَحنُ لَا نَستطيع إعَادة المَاضي، ولَكن يُمكننا الاستفَادة مِنه).. لذَلك دَعونا نَستقي مِن فَاجِعَة #القديح؛ درُوسًا وعبراً، لنُحوِّل المِحْنَة الإجرَاميّة -كَمَا يَقول الزُّهّاد- إلَى مِنْحَة إلَهيّة، ونَرسم مِن خِلَالها المُستقبَل، مُعتمدين عَلى مُعطيات المَاضي ونَتَائجه..! إنَّ أوّل الدّروس، هو الانتبَاه إلَى تِلك الثَّغرَة، التي حَاول الدَّاعشيّون الحشَّاشون استغلَالها، وأقصُد بهَا الاختلَاف والتَّنوّع في المَذَاهب؛ بَين السّعوديين، حَيثُ حَاول تَنظيم دَاعش -بيَأسٍ مَرير- أنْ يَتّبع سيَاسة فَرِّق تَسُد، ولَكن الحمد لله أنَّ أغلَب الشّعب؛ انتبه إلَى هَذه اللعبَة، وقَالوا: «لا» في وَجه الزّعزَعَة، مُعتمدين -بَعد الله- عَلَى التَّلاحُم الوَطني، وقبُول التَّنوّع المَذهبي، الذي يُعتبر سُنَّة مِن سنن الكون..! وثَاني الدّروس التي يَجب أنْ نَتأمّلها، هو صِغر سِنّ المُغرّر بِهم؛ مِن المُجنّدين لصَالح تَنظيم دَاعش، لأنَّنا لَا نَتصوّر أنَّ شَبَابًا يَافعين -بعُمر الزّهور- يُسرَقُون مِن ألعَابهم وأَهلهم، وسَاحَات لِعب الكُرَة، ليَتحوَّلوا إلَى سَاحَات اللّكم والدِّمَاء، والقَتل والتَّفجير، وبَدلًا مِن رَكل الكُرَة بالأقدَام، والاستئنَاس بها، صَاروا يَركلون الرّؤوس، ويُقطِّعون الأجسَاد بأحزمَة نَاسِفَة شَنيعة..! ثَالث هَذه الدّروس: يَجب أنْ تَتضَافر الجهُود بَين المَدرسة والأَهل، وشَبَاب الحَارَة، لاحتوَاء الشّباب والاقترَاب مِنهم، حتَّى لَا يَشعروا بالهَامشيّة والإهمَال، وبالتَّالي تَحتويهم التَّنظيمَات المُفخّخة، ودُعَاة التَّغرير، ومَشَايخ التَّحريض..! ورَابع هَذه الدّروس وآخرهَا: ضَرورة احترَام الطَّوائِف الأُخرَى، وحِفظ كَرَامة المَذَاهب المُخَالِفَة لَنَا، وتَكثيف الوحدَة الوَطنيّة، مِن خِلال سَنّ قَانون وَاضِح وصَريح؛ يُحَاسِب كُلّ مَن يَستهتر بهَذه الفرُوقَات والاختلَافَات، والتَّنوّع المَذهبي بَين هَذه الطَّائِفَة أو تِلك..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أنْ أَصرخ بكلمة مُهمّة أَقول فِيها: يَا قَومي، ويَا أبنَاء قَومي: لَا تَجعلوا العَدوّ -كَائِنًا مَن كَان- يَستغلّ ثَغرة الاختلَاف الطَّائفي، ويَزرع فِيها الفِتْنَة، وتَأكَّدوا أنَّ كُلًا مِنكم عَلى ثغر، ومَسؤول عَن حمَاية مَن يَقف بجوَاره..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :