شدد محللان سياسيان على ضرورة تقديم الدعم الإقليمي والدولي للمعارضة الإيرانية لإسقاط نظام الملالي. واعتبرا أن مؤتمر باريس الذي شهدا حشدا كبيرا للمعارضة يمثل نقطة الانطلاق لوضع حد لولاية الفقيه في إيران. وأكد الخبيران أن هذا المؤتمر كشف عن الوجه القبيح للنظام الإيراني. ورأى أستاذ السياسة في جامعة قطر الدكتور محجوب زويري أن التأثير الإيراني السلبي في المنطقة أتى من عاملين أساسيين هما؛ الخطابات الطائفية المذهبية للنظام، وافتعال حجة حماية الأقليات الشيعية في الدول العربية. وقال لـ«عكاظ» إن هذين العاملين لم يظهرا إلى العلن إلا بعد سقوط بغداد ونظام صدام حسين، والحرب على طالبان في 2003. وأضاف أن الخطاب المذهبي الإيراني تطرف بعد سيطرة نظام ولاية الفقيه على العراق. ولفت زويري إلى أن النظام الإيراني كشف عن أجندته التوسعية وضاعف انتشاره من خلال تشكيل ميليشيات ودعمها بالمال والسلاح وإطلاق يدها في عدد من الدول العربية، منها العراق ولبنان وسورية وأفغانستان واليمن وغيرها. واتهم ولاية الفقيه بالسعي إلى صناعة الأزمات وزعزعة الأمن والاستقرار في تلك الدول، حتى تتمكن من فرض سيطرتها من خلال عصاباتها الإرهابية. وأوضح أن النظام الإيراني باشر منذ البداية بسحق المعارضين لسياسة الولي الفقيه منذ عهد الخميني، لافتا إلى أنه في عام 2009 جرى سحق معارضة شعبية سياسية للنظام بشكل دموي وإخضاع معارضيه من رجال الدين الايرانيين للإقامة الجبرية وإعدام البعض منهم. وأكد الزويري أن المعارضة الإيرانية في الخارج تشكل حراكا مزعجا لنظام الملالي في طهران، وتحتاج إلى دعم عربي ودولي أكبر حتى تتمكن من إسقاط هذا النظام، لافتا إلى أن مشاركة شخصيات دولية لها ثقلها في مؤتمر المعارضة في باريس له تأثير بالغ على سمعة إيران، إذ يؤثر سلبا على سياستها الخارجية في ظل تواجد إعلامي كبير. من جهته، اعتبر العضو المستقل في مجلس النواب البحريني جمال البوحسن أن المشاركة الكثيفة والحشد الدولي الكبير في مؤتمر باريس يعكس مدى الدعم الإقليمي والدولي للمعارضة، والتوجه نحو تخليص إيران من هذا النظام في ظل تماديه في قمع الحريات واضطهاده للأقليات، ودعمه اللا محدود للمنظمات الإرهابية ونشر الفوضى والعنصرية المذهبية، وهو ما فضحه المؤتمر والمشاركون فيه. وأكد البوحسن أن مشاركة شخصيات عربية ودولية لها ثقلها في مؤتمر المعارضة أزعجت ملالي طهران كثيرا، وهو ما ظهر في التصريحات الواردة من هناك. ودعا البوحسن إلى تنسيق عربي شامل لمواجهة التداخلات الإيرانية، لافتاً إلى أن هذه الدولة المارقة لا تعرف إلا منطق القوة. وأضاف أن الوجه الإيراني في المنطقة بات قبيحاً بعد كل هذه المجازر التي كانت سبباً فيها خصوصاً في سوريا والعراق.
مشاركة :