تركيا: فرحة الحاقدين لم تطل | سالم بن أحمد سحاب

  • 7/17/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

كتبتُ مقالاً الجمعة الماضية بعنوان: (تركيا: إن تصبها حسنة تسؤهم). وما كاد ظلام الليل يخيم إلاّ وأنباء الانقلاب الفاشل تطوي المسافات وتختصر الأوقات لتفاجئنا بما لم يكن على البال، وليتأكد لي أن (فرحتهم بالسيئة التي تصيب تركيا) لا حدود لها، فاستبق جلّهم الأحداث، وباتوا يطنطنون على وتر الانقلاب (الناجح) في نظرهم. هذه المرة لم يتركوا فرصة لإخفاء مشاعر الحقد والشماتة والدناءة، فغردوا بكل أنواع البذاءات، ولا عجب فكل إناء بما فيه ينضح. نعم حق لكل مخلص ومحب للسلام في العالم وداعية إلى احترام خيارات الشعوب أن يُسر سروراً بالغاً بفشل الانقلاب الغادر. وفي بلادنا تحديداً كان البيان الصادر عن المملكة واضحاً جلياً، والذي تضمن ترحيب المملكة (بعودة الأمور إلى نصابها في تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان وحكومته المنتخبة). وكما هو متوقع من دعاة (المهنية) أو هي (المهلبية)، فقد صدرت صحفهم صباح السبت، وهي تحمل كل أنواع المانشتات المحتفية بالانقلاب، وكأنه حقيقة واقعة، بالرغم من عدم وضوح الرؤية حتى بعد إعلان الانقلاب البائس لأن رئيس الوزراء ووزير العدل ثم الرئيس أردوغان نفسه ورئيس البرلمان كلهم نفوا نجاح الانقلاب، وطالبوا الجماهير بالنزول إلى الشوارع والوقوف في وجه الانقلابيين أيا كانوا، وبالرغم من أن أجهزة الأمن الداخلي ومنها وزارة الداخلية بكل جنودها، والاستخبارات المحلية كانوا في صف الدولة والحكومة. فرق بين الخبر الصحفي وبين الابتذال المهني. فرق بين نشر الخبر من زاوية محايدة كما فعلت هذه الصحيفة، وبين أخريات عربية وشرق أوسطية قدمت التهاني مبكراً للانقلابيين، واعتبرت أردوغان وأعضاء حكومته في حكم المقبوض عليهم، أو الهاربين بجلدهم ساعين إلى لجوء سياسي في الخارج. مصيبة هؤلاء أن بعضهم يزعم وصلاً بالليبرالية التي تحترم حق الشعوب في اختيار قادتها عبر صناديق الاقتراع، ثم هم يهللون بحمد أي عسكري ينتزع السلطة انتزاعاً ويلقي بخيارات الشعوب في أول مزبلة تقابله. salem_sahab@hotmail.com

مشاركة :