تركيا: إن تصبها حسنة تسؤهم | سالم بن أحمد سحاب

  • 7/14/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

وجب أن نقول لتركيا الدولة والكيان: (إن تصبكِ حسنة تسؤهم، وإن تصبك سيئة يفرحوا بها)! كم طار أعداؤك فرحًا بالحادث الأليم، والتفجير الغادر الذي أصاب مطارك الأكبر، في أواخر رمضان المنفرط. طبعًا لم يظهروا الشماتة مباشرة، وإنَّما هي واضحة في لحن القول، وفي ثنايا العناوين، وفي مضامين الأخبار التي تزعم حرفيَّة ومهنيَّة وحيادًا، وهي غير ذلك إطلاقًا. من هؤلاء (المهنيين)، أو الذين يحسبون أنفسهم كذلك من سارع إلى إعلان خلو تركيا من السياح عقب الانفجار اللئيم! هكذا دون دراسة، ولا إحصائيَّات ولا تصريحات رسميَّة، ولا يحزنون! هم يتمنّون ذلك وحسبوه لوهلة حقًّا لا خلاف حوله. أمَّا دليلهم فهو خلو الفنادق من النزلاء، وكأنَّهم أحصوهم فردًا فردًا. ومع ذلك فلم يمضِ من أيام العيد إلاَّ يومان حتَّى بدأت أفواج السيَّاح في السفر صوب تركيا، بل إنَّ أوَّل طائرة روسيَّة هبطت ثالث أيام العيد في تركيا. نعم يسوء البعض (وهم قلة -ولله الحمد-) أن تنعم تركيا بهذا الموقع المتقدِّم سياسيًّا واقتصاديًّا وسياحيًّا، بل ويودُّون لها أن لا تهدأ أبدًا طالما كان في قيادتها رموز مخلصة تحارب الفساد دون هوادة وتعلن تبنيها للحريات النظيفة الموافقة للدَّين والفطرة والقيم الفاضلة. نعم يريد البعض لتركيا أن تكون كما كانت قبل عقدين، أو أقل دولة متخلفة تنتشر فيها الرذائل، وتثقل كاهلها الديون، وتتراجع قيمة عملتها يوميًّا عدَّة مرَّات. هم قلَّة -ولله الحمد- ممَّن يفرحون بجرائم الإرهاب في تركيا؛ لأنَّها في نظرهم الآليَّة الوحيدة لوقف صعود نجمها، وبروز مكانتها، ونمو اقتصادها! مصاب تركيا هو سرور أعدائها، وهي قلّة تزعم غير ذلك شكلاً وتتبنّاه نهجًا وموضوعًا. صبرًا تركيا فهي الجروح والقروح التي تؤلم لكنها لا تقتل، وإنَّما هي تبني بيئة من المناعة الطبيعيَّة التي تسهم في تقوية الجسد، وشد عضلاته، وإرهاب أعدائه. هؤلاء المتربصون لا شغل لهم إلاَّ الكيد لتركيا بكلِّ ما أوتوا من وسائل، وبكل ما يملكون من قوّة وموارد. إنَّها طبيعة الصراع بين الحق والباطل، وبين الخير والشر.. صراع أبديّ لا ينتهي إلاَّ بقيام الساعة. salem_sahab@hotmail.com

مشاركة :