تركيا: ولكن الله رمى!! | سالم بن أحمد سحاب

  • 7/29/2016
  • 00:00
  • 31
  • 0
  • 0
news-picture

ومع كل حقيقة جديدة تتكشف عن الانقلاب، تتأكَّد آيات ومؤشرات ودلائل حقيقة ربانيَّة أفشلت الانقلاب الدموي الغادر، وأطاحت برموزه من المتأمرين دولاً وعساكر، وأظهرت مدى الحقد الدفين في قلوب طالما تشدَّقت بمزاعم الحرية كذبًا وزورًا ونفاقًا. إنَّها حقيقة (لا غالب إلاَّ الله)، وإنَّها رمية من الله: (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللهَ رَمَى). لم تكن رمية أردوغان ولا أحد من جنده الذين هم شعب تركيا المخلصين الأوفياء الصادقين المدافعين عن حقهم في اختيار نوابهم وممثليهم ورئيسهم! مع كل نبأ عن حجم المؤامرة المحبكة الدنيئة تظهر إرادة الله عز وجل، ويتحقق معنى (وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى)! ومع كل بحث تتسع دائرة الشبكة المترابطة من المتآمرين على تركيا الدولة، وتركيا الشعب، وتركيا التاريخ، وتركيا الثوابت، وتركيا المكانة والاقتصاد والسياسة. وَلِكَنَّ اللهَ رَمَى فأحبط كمًّا هائلاً من التخطيط المتقن والتدبير المحكم والمكر الشديد! وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى، فهدى عبده أردوغان لكلمات قليلة، كان على إثرها بداية السقوط الشنيع للانقلاب المريع، وهدى الشعب اليقظ لما يُحاك في دهاليز الانقلابيين، وفي ظلمات المكر، فقرَّر ألاَّ يمنح قراره إلاَّ لمن اختاره عبر الصناديق الشفّافة المغلقة، لا عبر الغرف المتآمرة المغلقة. وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى فقذف في قلوب المتآمرين الرعب، فارتبكوا، وقلقوا، وخافوا، وتراجعوا، وإن استمر فريق منهم يقتل الأبرياء، وآخر يقصف مبنى البرلمان، بل ويدكه دكًا، وهو يعلم أن في بعض قاعاته ممثلي الشعب ونوابه. وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى، فأعاد الأمور إلى نصابها، وقلب ألاعيب السحر على أصحابها، وفضح أطراف المؤامرة وأبطالها. وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى، فأخرج من قلوب المتعاطفين مع الانقلاب الغادر أضغانهم، وكشف الكم الكبير الهائل من أحقادهم، وبيَّن حجم الزور الذي تنطوي عليه شعاراتهم. وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى، فأعلمنا إيَّاهم في ظاهر القول بيانًا، دون حاجة إلى لحن مستتر، أو نفاق منغمس. وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى، فأظهر دولاً تنافق في لحن القول، وتكيد في باطن الأمر. دول تتباكى على سجن المتآمرين، وتتناسى مصرع الأبرياء الآمنين. (وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)!! salem_sahab@hotmail.com

مشاركة :