المغزى من عملية “الجرف الصامد” | أ.د. سامي سعيد حبيب

  • 7/12/2014
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

منذ بداية الاحتلال الصهيوني لفلسطين والتي كانت آنذاك واقعة تحت ما يُسمَّى بالانتداب البريطاني ما بين 1917 – 1948م بناءً على "تفويض" من عصبة الأمم وكنتيجة لتفكيك وزوال دولة الخلافة العثمانية شكّلت غزة تلك المدينة الصامدة مقاومةً استثنائية للاحتلال الصهيوني، وذهبت إسرائيل كل مذهب في محاولات ترويض قطاع غزة الباسل، وجربت معه ومع سكانه الأشاوس كل الحلول من الاحتلال المباشر (من نوفمبر 1956 - مارس 1957م ثم من بعد حرب 1967 - إلى أغسطس 2005م) والحصار الخانق (2006 - وحتى اللحظة)، والحملات العسكرية الدموية غير المتكافئة، واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً كالفسفور الأبيض والقنابل الفراغية، والعقوبات الجماعية وقطع الماء والكهرباء، وتحويل القطاع إلى أكبر سجن مفتوح في العالم دون جدوى، حتى قال عنها رئيس وزراء الدولة الصهيونية الأسبق الهالك إسحاق رابين قولته المشهورة: (أتمنى لو استيقظ من نومي فأجد غزة وقد ابتلعها البحر). فغزة رغم أنوفهم ستظل رمزاً للإباء والفداء والابتكار في تلقين العدو الدرس تلو الدرس في قوة الإيمان بالله وحب الشهادة في سبيله وفي الإعداد للمستطاع من القوة. إسرائيل تسمي عدوانها الحالي على قطاع غزة والذي بدأته كما يرى العديد من المحللين السياسيين بحادثة مفتعلة قام بها "مستوطنون" في القدس بإحراق فتى فلسطيني حياً بعد أن أجبروه على شرب الوقود رداً على ما زعموه من خطف وقتل ثلاثة مستوطنين صهاينة.. واستغلّت ردة الفعل الفلسطينية لتبرير عملية "الجرف الصامد" و هو المُسمَّى الذي اختارته لتسمية عدوانها الحالي على غزة الذي نفذت من خلاله حتى الآن قرابة 500 هجوم جوي قتلت من خلالها مئات المدنيين العزل، كما سمت عدوانها السابق "أعمدة السحاب" في 2012م و"الرصاص المسكوب" في نهاية 2008 وبداية 2009م، أسماء مستمدة من أحقادهم التاريخية وعصبيتهم المطلقة ضد الإنسانية جمعاء بزعم أنهم شعب الله المختار. لكن ما هو هدف إسرائيل من هذه الحرب التي قد تتصاعد إلى درجات قد تخرج من سيطرتها بسبب ردود المقاومة الفلسطينية النوعية الموجهة التي كان من بينها قتل 7 جنود إسرائيليين في قاعدة بحرية في معركة هائلة على يد المقاومين. للإجابة على هذا التساؤل ربما نجد مؤشرات إلى الإجابة من تسمية هذه الحرب العدوانية "الجرف الصامد"، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي "أفيخاي أدرعي" في هذا الصدد التالي: فيما يتعلق بالعملية الحالية، فإنه تم إدخال بعض التعديلات على الاسم باللغة الإنجليزية إلى “الحافة الواقية” بحيث أصبح يحمل معنى دفاعيًّا. وقال: “عندما عرض عليّ الاسم باللغة العربية، قلت إنه ملائم تمامًا ففيه كلمة صمود، وكمجتمع إسرائيلي فإنه يجب أن يبقى صامدًا، في وجه التهديدات وفي هذا رسالة إلى الأعداء الذين يستهدفوننا”. وأضاف: “كما أنه ملائم باللغة العبرية؛ إذ يحمل رسالة إلى الشعب الإسرائيلي، بأنه يجب أن يكون صامدًا وأننا بدأنا المعركة، وسنخرج منها منتصرين وأكثر صمودًا وتماسكًا”. إن الهدف الأكبر لعملية الجرف الصامد هو رغبة الكيان الصهيوني التأكيد على أن إسرائيل هي الرابح الأوحد من كل الأحداث التي عصفت بالمنطقة خلال الثلاث السنوات الأخيرة (الربيع العربي)، فقد عادت المياه إلى مجاريها بالنسبة لإسرائيل، فها هي ذي تعربد من جديد في المنطقة، وتقتل وتحاصر وتبطش دون رادع، بينما العديد من الدول العربية التي حاولت التغيير مهددة الآن وبشكل قوي بالتقسيم وبالحروب الأهلية وبالعدوان الطائفي كما في سوريا والعراق واليمن وليبيا... الخ. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (42) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :