أطلقت ألمانيا «خطاً هاتفياً» يسمح لكل شخص غاضب أن يعبِّر عن غضبه دون أي قيود وذلك بالاتصال برقم يعود لـ»مكتب التنفيس» ليصب جام غضبه على موظفي المكتب ويريح نفسه مقابل يورو و49 سنتاً في الدقيقة الواحدة من المكالمة. فالمكتب هو مجرد وعاء يُخرج فيه الغاضب ما في جوفه من غضب، فتعود الفائدة للطرفين الغاضب ومن يتحمل غضبه. *** السعوديون وجدوا حلاً أرخص جاءهم على طبق من ذهب، هدية مغلفة بأسلاك النت واشارة الواي-فاي (Wi-Fi) المتوفرة مجاناً، في أماكنها الشائعة في المقاهي والمطاعم والمطارات والفنادق وغيرها من الأماكن العامة لتأمين الاتصال بالإنترنت لكل زائر لديه جهاز محمول، وذلك على عكس «مكتب الغضب» الألماني الذي يتقاضي جُعْلاً معلوماً على كل غاضب أو مكلوم!! *** وهكذا أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي مجالاً استثنائياً لتنفيس غضب أبناء المجتمع السعودي على كل شىء، فلم يدع السعوديون قضية تعنيهم أو لا تعنيهم إلا وكانوا مبادرين للمشاركة فيها بألسنة حِدادٍ شِداد لا تُبقي ولا تذر. وتجاوز سقف المشاركة إبداء الرأي ليصل إلى أسفل الكلام، وأقذر التعبيرات بل وحتى القذف في حق الأفراد والمجتمع!! *** ومن يُعمِل أدوات البحث الإليكتروني سيجد الكثير من هذا الغضب السعودي متمثلاً في عشرات الهاشتاقات في تويتر التي تحمل غضب السعوديين على كل شىء تقريباً، يشهرونه دون حدود أو تفكير لعواقبه وكأنهم القيِّمون على أحوال العالم. لذا فأنا مع القائلين بأن علينا الاعتراف بأن سلوكيات أفراد مجتمعنا السعودي تميل إلى العدوانية والعنف وفيها نزعة إلى التعالي على الغير، وهو أمر يستوجب كثيراً من الدراسات والبحوث .. لعلنا نجد سر هذا الغضب المكتوم!! #نافذة: يقال إن الغضب يوحِّد الناس ويجمع بينهم… فلماذا هو، في الحالة السعودية، يهددهم ويقضُّ مضاجعهم؟! nafezah@yahoo.com
مشاركة :