تبديل وزراي واسع، وتغيير رئيس نزاهة، كلها عوامل تساعد على محاربة الفساد الإداري، ولكن البداية هي الأساس، اختيار الموظف الكُفء والأمين، وصاحب اليد النظيفة هو أساس القضاء على الفساد، ويُقال: «الوقاية خيرٌ من العلاج». تقول هيئة العناية بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الأمريكية (إس بي إيه) على موقعها الإلكتروني: تفقد المنشآت حوالى 5% من ميزانيتها سنويًّا بسبب الفساد! ولكن اللافت والغريب أن المؤسسات الصغيرة تفقد أكثر من ذلك بكثير، حيث تصل النسبة إلى 28% بسبب ضعف الأنظمة الرقابية عندها، وهي مناسبة للتذكير بأهمية وجود هيئة سعودية مماثلة للعناية والدعم والرعاية، والتمويل للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، خصوصًا في بدايتها. الفساد المالي له عدة أشكال وعدة صور، منه المباشر، مثل تغيير قيمة الفواتير، ومثل استحداث أسماء أشخاص أو شركات مورّدة وهمية، وصرف رواتب، أو مستحقات بغير وجه حق لصالح أشخاص من داخل المنشأة، وممكن أن يكون غير مباشر، عن طريق الاستفادة من ممتلكات ومواد وسيارات المنشأة، لأغراض شخصية، ويدخل فيها تضييع وقت العمل في اللهو بأمور شخصية، سرقة من وقت العمل، ويدخل فيها الصرف بتبذير في أموال الميزانية لأمور تافهة غير أساسية، لمجرد الكسل في المراجعة والتدقيق. مع كل الاحتياطات الرقابية، هناك ثلاث ممارسات وقائية، أولاً: حسن الاختيار، اسأل الشخص عن ماضيه، واسأل أقرانه، واسأل عن سجلّه، واسأل مديريه، لا تُوظِّف إلاّ بعد التدقيق والمعاينة، وأن تكون الأمانة ونظافة السجل أساسًا للتوظيف.. الثاني: لا تفقد الاتصال بالموظفين، خالطهم، وتعرَّف بهم عن كثب، واستمع إلى حواراتهم، واقرأ ما بين السطور، وميّز الغث، واستبعد المهملين.. والثالث -وهو المهم-: نشر ثقافة الأمانة، أنه لا مجاملات ولا مهادنة ولا تساهل في الفساد، بل هناك عقوبات واضحة أقلها الفصل المباشر، هذه الثقافة لو انتشرت سوف تعطيك التحذير الكافي. #القيادة_نتائج_لا_أقوال بعيدًا عن تليفون نزاهة، وبعيدًا عن مكافأة التبليغ عن الفساد، ضع أنت هاتفك الخاص للتبليغ عن الفساد المحتمل مباشرة إليك، أو عدم توفر الأمانة من أي موظف -لا سمح الله- ولا تخش أن تقول: أيُّها الماضي العزيز شكرًا على الدروس والعبر، أيُّها المستقبل العزيز مرحبًا بك، أنا مستعد لك فتقدم.
مشاركة :