يجب تطوير آلية حديثة وجديدة للتصويت بمجلس الشورى السعودي، فالوضع الحالي يتم وفق آلية قديمة ومستهلكة، لا تصلح لمجاراة تعقيدات الحياة الآنية، وفي وضع لا يتم فيه التعديلات في الأنظمة بالسرعة المطلوبة، ينبغي البحث عن سبل متقاربة لتجاوز القديم، في وقت تطورت فيه تقنيات الحكومة الإلكترونية. قد تكون بعض التجزئة والتفرقة ممقوتة، فالتجزئة المبنية على فكر إقصائي مرفوضة، والتجزئة المبنية على أساس عرقي مرفوضة، والتجزئة المبنية على أساس جغرافي مرفوضة، لكن عندما يُسمح بدراسة وتحليل القرار قبل إقراره من مجموعات متخصصة، تكون التجزئة إيجابية، فيمكن استعارة هذا الفكر الإيجابي في تجديد نوعية التصويت بالمجلس، والحاصل اليوم، أن يُخضِع المجلس القرار للتصويت العام؛ أمام 150 من الأعضاء، فلو تحدث عضو من الأعضاء ببراعة، من المائة والخمسين، قد يُغيِّر فكر البقية في جلسة واحدة، ويأخذهم الحماس للتصويت مع قوله، الذي قد يخدم أو لا يخدم المصلحة العامة، فالمصلحة تُبنى عادة على فكر مُؤسسي، يقوم على أساس التصويت الجماعي، فربما من المناسب التفكير بتحويل التصويت للجان بدلًا من الأعضاء. في مجلس الشورى هناك لجان متخصصة، 15 لجنة، ينبغي أن يُدار التصويت في إطارها، ومن خلالها، وعلى أساسها، ولا يعني ذلك أن يكون التصويت خارج الجلسة العامة، بل في نفس التوقيت، ونفس الجلسة، ولكن يحتسب النظام الإلكتروني المتوفر بالمجلس، محصلة أعضاء اللجنة الواحدة بصوت واحد، بحيث يكون للقرار في نهاية المطاف 15 صوتًا، وليس 150 صوتًا، كما هو معمول به الآن، ويفوز القرار بالتصويت لو وافقت عليه 8 أصوات، من الخمسة عشر، أصوات اللجان وليس أصوات الأعضاء. لا يصلح المجلس أن يكون مكانًا للتباري في براعة الإلقاء، فذلك عمل الزعماء السياسيين، بل ينبغي أن يبني قراره على قناعة اللجان، التي يجب أن تستعد مبكرًا للتصويت، وبذلك نضمن نوعًا من الممارسة الإيجابية، لأن اللجان ستعمل مسبقًا على تحليل وتمحيص القرارات بصورة مؤسساتية، وليس وفق صوت واحد غالب يستولي على العقول بأسلوب تطغى عليه الآنية. # للحوار بقية يقول المثل الصيني: أفضل وقت لزراعة الشجرة كان قبل عشرين سنة، أما الوقت الثاني الذي يليه في الأفضلية فهو اليوم!. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (100) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :