التجاهل من وسائل التحايل | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 9/7/2014
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

الصّمت حَالة رِضَا، وحَالة استهتَار، وحَالة تَرفُّع، كَما أنَّه في ذَات الوَقت، جَوَاب ومَوقف، ولا يَذبح الإنسَان شَيء أكثَر مِن التَّجاهُل، لذَلك قَال البَدو في عَامّيتهم: "الحقرَان يَقطّع المُصرَان"..! أكثَر مِن ذَلك، إنَّ مَن يُمارسون التَّجاهُل هُم أُنَاس عَلى قَدرٍ كَبير مِن اللؤم، لأنَّهم يَقتلون مَن يَتجاهلونه مَرَّتين، مَرَّة باحتقَاره، ومَرَّة بالانتقَام مِنه عَلى طَريقتهم الخَاصَّة..! قَبل ثَلاثين سَنَة، قَال الأستاذ "عبدالرحمن الأبنودي": (إنَّ التَّجاهُل مَدرسة نَقديّة كَامِلة، تُخفي خَلفها سُوء نيّة وتَآمُرًا لَا حدُود لَهما، والتَّجاهُل أصلاً فِكْرَة سياسيّة، تَلجأ إليهَا بَعض الحكُومَات التي تَطرد مِن دَاخلها عَناصر لَهَا وَزنها وشَعبيّتها، فهي لَا تُهاجم تِلك العَنَاصِر، وإلَّا فَجَّرت في ذَاكرة العمُوم شَعبيّتها مِن جَديد)..! إنَّ التَّجاهُل كَما أسلَفنا -فَوق ذَلك- يَنمُّ عَن نَفس تُريد الإضرَار بالآخرين، وقَد بيّن ذَلك فَقيه الأُدبَاء وأديب الفُقهَاء؛ الإمَام "الشَّافعي" عِندَما قَال: يُخَاطِبني السَّفيهُ بِكُلِّ قُبْحٍ فأكْرَهُ أنْ أكُونَ له مُجِيبا يَزيدُ سَفَاهَةً فأزيدُ حلمًا كَعُودٍ زَادَهُ الإِحْراقُ طِيبا كَما قَال "الشافعي" في مَوضع آخر: إِذَا نَطَقَ السَّفِيهُ فَلاَ تُجِبْهُ فَخَيْرٌ مِنْ إِجَابَتِهِ السُّكُوتُ فَإِنْ كَلَّمْتَهُ فَرَّجْتَ عَنْهُ وَإِنْ خَلَّيْتَهُ كَمَدًا يَمُوتُ حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: إنَّ التَّجَاهُل فَنٌّ مِن الفنُون؛ التي يَجب أن تُستخدم في أضيق نِطَاق، فلَيس كُلّ مُتكلّم يَستحق التَّجَاهُل، ولَيس كُلّ كَلام يَستوجب عَدم الردّ، لأنَّ التَّجَاهُل وعَدم الرَّد -أحيَانًا- يُؤكِّدان الضّعف، ويَدلَّان عَلى أنَّ الكَلام الذي تَم تَجاهله صَحيح وصَوَاب..!!!. تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :