في خبر نشرته المدينة (5 أغسطس) ذُكر أن شركة أرامكو السعودية وقعت عقداً مع إحدى الشركات الأمنية يتضمن حراسة جميع مدارس أرامكو في المنطقة الشرقية لمدة 10 سنوات بقيمة إجمالية تبلغ نصف مليار ريال. ويقول الخبر: إن العقد يتضمن استخدام آخر التقنيات المتطورة في مجال الحراسات الأمنية، وأن الفريق الميداني يضم 650 فرداً مؤهلاً للحراسة إضافة إلى توظيف 700 فرد من الجنسين. لكن الخبر لم يحدد عدد هذه المدارس، وإن كنت أحسب أن نسبتها لا تتجاوز 10% مثلاً من المدارس الحكومية في المنطقة الشرقية فقط، وربما أقل من ذلك بكثير. صحيح أن مواصفات المباني المدرسية التابعة لأرامكو تفوق بمراحل كثيرة مواصفات نظيراتها الحكومية. لكن أعود إلى المبلغ الهائل، وأقول: لو أن حراسة مباني المدارس الحكومية تجري عليها التكاليف نفسها، فسيذهب ثلث ميزانية وزارة التربية والتعليم إلى بند الحراسة. الأمر الآخر إذا كانت هذه تكلفة حراسة مبان مدرسية لا تُعد ذات أهمية أمنية عالية، فكيف بحراسة بقية مباني أرامكو، وهي بالمئات، وبعضها ذات أهمية أمنية ومعلوماتية كبيرة جداً! ثم لماذا هذا الرقم المرتفع من الأيدي البشرية العاملة، والخبر يقول: إن تطبيقات التقنيات المتطورة هو الاتجاه السائد؟ صراحة ثمة شيء لا أفهمه هنا! ويا ليت أحدهم يكرمنا بتوضيح لأن تقنيات مراقبة المباني قد تطورت بشكل مذهل يسمح لشخص واحد فقط بمراقبة عدة مبان في اللحظة نفسها باستخدام كاميرات ذكية وبرامج متقدمة وخطط محكمة. السؤال الآخر: إن كانت حراسة هذه المباني المدرسية مكلفة إلى هذا الحد، فكم هي تكاليف تشغيلها؟ والتشغيل يتضمن أجور المعلمين والإداريين والفنيين والتجهيزات والمعامل وغيرها! بل إن صيانة المباني تكلف عادة أضعاف تكلفة حراستها، خاصة المدارس التي يستخدمها مئات الطلاب وعشرات الإداريين والمعلمين يومياً! ومهما كانت الفروق في المدخلات والمخرجات التعليمية، فلا أحسب أنها تبرر ارتفاع التكاليف بهذه الصورة المذهلة أو التي أحسبها مذهلة. ألا يمكن تقديم نموذج وسطي يجمع بين جودة المباني وحسن تشغيلها من جانب ومعقولية التكلفة المالية من جانب آخر!! salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain