قاتل الله الغرور! | عبد العزيز حسين الصويغ

  • 9/15/2016
  • 00:00
  • 34
  • 0
  • 0
news-picture

شدَّ انتباهي موضوعٌ قرأتُه أخيرًا في صحيفة (الإندبندنت)، يتناول اعترافَ أحد «البيض» بعنصريَّته. فقد دعا مذيعٌ بمحطة KTVU يُدعى (فرانك سومرفيل)، كلُّ فردٍ بمصارحة نفسه، والتبرُّؤ من النقاط السلبية في تاريخه. وروى تجربته العنصريَّة، حيث شاهد سيِّدة بيضاء تجلس في محطة انتظار الأوتوبيس مساءً، بينما رجل أسود يرتدي ملابس رثَّة يتَّجه نحوها، فقال في نفسه: «سأراقب الرجل للتأكُّد من أنَّه لن يُؤذي تلك السيدة». ويتذكَّر فرانك كيف جرى -آنذاك- طفل صغير نحو الرجل الأسود، وتعلَّق بيده، فقد كان الرجل ببساطة أبًا يمشي في الشارع مع ابنه. وكتب فرانك بعدها: «غضبتُ من نفسي غضبًا شديدًا، فالرجل لم يفعل أيَّ شيءٍ، لكنَّني اعتبرته مصدر خطر لبشرته السوداء»!! **** قصة فرانك ذكَّرتني بأحد المواقف القليلة (فعلاً)، التي خرجتُ بها عن شعوري، ولازلتُ نادمًا عليها كلَّما تذكَّرتها. فقد كنتُ قد اشتريتُ للتو سيارة جديدة، وفي أول مشوار لها احتكَّت بها سيارة (خردة تقريبًا) يقودها أحد الإخوة السودانيين. ولم أشعر بنفسي إلاَّ وأنا أنزل وأمسك بتلابيبه، وأتلفَّظ عليه بكلماتٍ قاسيةٍ لم أتعوَّد النطق بها من قبل. **** بعد أنْ تركت الرجل لم أهنأ بالراحة النفسيَّة قط، بل بلغ بي الغضب، وتأنيب الضمير إلى تحقير نفسي ولومها، وهو أمر اعتدته بعد كل موقف أجد فيه أني تصرَّفتُ بشىءٍ من الكِبر أو الغرور، خاصَّةً أنني أُقدِّر وأود إخوتي السودانيين إلى درجة عالية، لما أراه فيهم من أنفة، وعزَّة نفس غير موجودة عند غيرهم. فما أجدر أن يركن الفرد مِنَّا إلى داخله، ويسعى لتطهير نفسه، وحملها على معالي الأمور. #نافذة: يقول الله تعالى: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا* إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً}. (الإسراء: 37) nafezah@yahoo.com

مشاركة :